بن لادن لجأ إلى جبال قندهار.. واثنان من مفجري عدن شاركا في الهجمات

ابوطبي: الشحي اختفى قبل عامين وانضم «للقاعدة» ووالدته قريبة عطا * عائلة الجراح : ابننا مخطوف وليس خاطفا

TT

لندن: «الشرق الأوسط» ـ أبوظبي ـ هامبورغ ـ أ.ف.ب: اكدت مصادر امنية مطلعة ان اسامة بن لادن الذي قالت الادارة الاميركية انها تعتبره المشتبه الرئيسي في عملية التفجيرات في نيويورك وواشنطن، لجأ الى منطقة جبلية وعرة في قندهار. وقالت المصادر انه خلافا لتقارير ذكرت ان بن لادن ربما غادر افغانستان، فانه ما يزال موجودا فيها ولم يغادرها. واضافت المصادر التي رفضت الاشارة الى هويتها، ان بن لادن لجأ الى الجبال واغلق كل معسكراته تحسبا للعملية الاميركية.

الى ذلك حصلت «الشرق الأوسط» على تصميمات، يزعم مهندس ألماني أنه شارك في اعدادها لصالح «جهة» حكومية في أفغانستان قبل سنوات، ويعتقد الآن أنها لم تكن سوى أقبية ومخابئ تحت عمق يزيد على 47 مترا عند سفح جبل بين قندهار وجلال أباد، وقام باعادة تصميمها كما تذكرها قبل يومين ليقوم بتسليمها للمباحث الأميركية، بحسب ما ذكرته وكالات أنباء محلية بألمانيا.

وفيما تكثف الولايات المتحدة استعداداتها العسكرية وتحيط خططها وتحركاتها العسكرية في المحيط الهندي ومناطق اخرى من العالم بسرية كاملة، كشف مسؤولون امنيون وعسكريون ان اثنين من الخاطفين الذين نفذوا التفجيرات الارهابية الانتحارية في نيويورك وواشنطن الاسبوع الماضي، كانا على لائحة المطلوبين الذين تتعقبهم السلطات الاميركية للاشتباه في دور لهما او علاقة بتفجير المدمرة «كول» في ميناء عدن في الثاني عشر من اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، وهما خالد المحضار ونواف الحزمي، وان الاستخبارات المركزية (سي. آي. آي) اخبرت مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف. بي. آي) بدخولهما الولايات المتحدة، لكنه لم يتم العثور على اي خيط يقود اليهما.

كما كشفت معلومات ان خمسة آخرين من الخاطفين ربما تلقوا تدريبات في قواعد ومنشآت عسكرية داخل الولايات المتحدة. وقال مسؤولون أميركيون انهم حققوا في بعض المعلومات التي اشارت الى ان مختطفين كانوا على متن طائرات اخرى يوم الثلاثاء وفشلوا في تنفيذ مهمتهم الانتحارية او انهم ظلوا على الارض يستعدون لموجة ثانية من العمليات.

وأكد ريتشارد تشيني نائب الرئيس الاميركي امس ان الطائرة التي تفجرت في مبنى وزارة الدفاع الاميركية كانت تستهدف البيت الابيض، وتحولت عن هدفها الى البنتاغون، ربما لعدم سهولة تحديد البيت الابيض، كما قال ان الطائرة الرابعة التي تفجرت في ولاية بنسلفانيا كانت تستهدف الكونغرس او البيت الابيض ايضا. واعلن تشيني ان بوش اصدر قرارا بعد التفجيرات باسقاط اي طائرة مدنية تحلق في اجواء واشنطن وغيرها اذا لم تذعن للاوامر بالابتعاد واتباع التعليمات الصادرة لها. وأكد تشيني ان بن لادن، ومنظمة «القاعدة» هما المشتبه فيهما الرئيسيان. واشار تشيني الى منظمات وجماعات اخرى لها علاقة ودور، وخص بالذكر منظمة الجهاد الاسلامي في مصر.

وفي ردوده عن اسئلة عدة عن دور العراق، وما صرح به المسؤولون العراقيون بعد التفجيرات، وعن دور للرئيس العراقي صدام حسين، قال تشيني «انه في السابق كانت هناك نشاطات ارهابية له (صدام) علاقة بها. وان علاقة العراق بالتفجيرات في نيويورك علاقة لفظية». وبعد تكرار السؤال عليه حول ما اذا كانت هناك ادلة متوافرة تثبت علاقة صدام بالتفجيرات، نفى تشيني وقال «لا.. لا علاقة له». وحذر الاميركيين من جديد من ادانة المسلمين والاسلام بالارهاب نتيجة لافراد نفذوا التفجيرات.

على صعيد آخر قالت مصادر امس ان السلطات الاميركية والاوروبية تبحث في ما اذا كان اعوان بن لادن قد حاولوا تحقيق ارباح مالية من العمليات عن طريق الاتجار في مبيعات فورية لبعض الاسهم، مثل اسهم شركات اعادة التأمين او شركات الطيران، التي كانوا يعرفون ان اسهمها ستنخفض بعد الاعتداءات.

من جهة أخرى انتقدت عائلة اللبناني زياد الجراح المسؤولين الاميركيين الذين ادرجوا اسمه في عداد خاطفي الطائرة التي تحطمت في بنسلفانيا. واعلنت ان لديها قناعة بأن زياد كان مخطوفاً وليس خاطفاً. فيما كشف السفير الاميركي في بيروت، فنسنت باتل، ان عائلة الجراح اتصلت به معزية في الضحايا.

وفي منزل عم زياد، العقيد ناظم الجراح مدير الامن العام في منطقة البقاع، والكائن في بلدة المرج القريبة من الحدود اللبنانية ـ السورية حيث بدا مجلسهم مزيجاً بين العزاء والحسرة، تحدث شقيقه وعم زياد ايضاً، جمال الجراح، لـ«الشرق الأوسط» فقال ان ما لفت انتباهه هو ما صدر عن السلطات الالمانية من انها دهمت شقة زياد في هامبورغ بألمانيا، حيث يقيم لدى صديقته التركية آيلسي، «وعثرت على كتب خاصة بتعلم الطيران. واعتبرت ذلك مؤشراً على ضلوعه في عملية الخطف والتفجير».وتساءل: «اين الغرابة في ذلك خصوصاً ان دراسة زياد هي الطيران».

وقال مسؤول اماراتي رفيع المستوى امس ان اماراتيا يشتبه في تورطه في الاعتداءات التي استهدفت الثلاثاء الولايات المتحدة، فقد منذ عامين وقد يكون انضم الى مجموعة اسامة بن لادن المشتبه فيه الرئيسي في هذه الاعتداءات.

وقال هذا المسؤول ان مروان الشحي الذي قال مكتب التحقيقات الفيدرالي انه احد الطيارين في الاعتداءات، قطع دراسة اللغة الالمانية في هامبورغ في ابريل (نيسان) من العام الماضي، وتبين انه على صلة وثيقة على ما يبدو مع تنظيم الجهاد و«القاعدة» الحركة التي اسسها اسامة بن لادن.

واضاف ان الشحي (23 عاما) اتصل بشقيقه للمرة الاخيرة منذ شهرين لكنه لم يوضح مكان وجوده كما جرى في اتصالاته الهاتفية السابقة.

وفي ديسمبر (كانون الاول) 1999 قال انه فقد جواز سفره وحصل على جواز سفر جديد. واوضح المسؤول نفسه ان هذا سمح له على ما يبدو بدخول افغانستان بجواز سفر واستخدام الثاني لزيارة الولايات المتحدة. واضاف ان آخر زيارة قام بها الشحي الى الامارات كانت في ديسمبر الماضي حيث بقي يوما واحدا من دون ان يتصل بعائلته.

واوضح ان والدة الشحي مصرية ومن قريبات محمد عطا وهو مصري ذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي انه احد المشتبه فيهم في خطف الطائرات التي استخدمت في الاعتداءات وهو طيار ايضا. وفي هامبورغ ذكرت صحيفة «دي زايت» في عددها الذي يصدر اليوم ان محمد عطا الطالب السابق في جامعة هامبورغ التقنية، زار مرارا سورية بين عامي 1998 و.1999