ضغوط أميركية وراء إعلان إسرائيل وقف النار والانسحاب من جنين وأريحا

TT

انسجاما مع الرغبة الاميركية في ترتيب الوضع في منطقة الشرق الاوسط، في اطار الاستعدادات لتوجيه الضربة الانتقامية ردا على تفجيرات نيويورك وواشنطن، استجابت الحكومة الاسرائيلية امس لمبادرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بمناسبة الاعياد اليهودية، بوقف اطلاق النار وعدم الرد حتى على الاعتداءات الاسرائيلية.

ووصف وزير الخارجية الاميركي كولن باول هذا التطور بانه من الامور «الواعدة». وتمنى «ان يستغل الجانبان هذا التطور المشجع في مزيد من الاجتماعات»، وقال «لدينا نوع من التعهد هذا الصباح (امس) ولنأمل في ان نشهد بعض التطورات التي تبقي على هذا الشعور بالامل».

واعترف مسؤول فلسطيني بان الضغوط الاميركية كانت وراء هذا الانفراج في المأزق في الاراضي الفلسطينية. لكنه قال «ان الضغط الاميركي على رئيس الوزراء الاسرائيلي (ارييل شارون) كان اكبر بكثير من الضغط الذي مورس على الرئيس عرفات». واعتبر المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «ان للفلسطينيين مصلحة كبيرة في وقف اطلاق النار في ظل تطورات الوضع والتفجيرات في اميركا التي غطت اخبارها بالكامل على الجرائم الاسرائيلية ضد الفلسطينيين».

وكانت الاحداث قد تسارعت في الساعات الاخيرة من بعد ظهر امس. فقد جدد الرئيس عرفات وبعد اجتماع مع مسؤولين اوروبيين، التزامه بوقف اطلاق النار. وقال انه اصدر تعليماته لقادة الاجهزة الامنية بوقف كامل لاطلاق النار وعدم الرد على الاعتداءات الاسرائيلية. فرد عليه الاسرائيليون بتعليق كل الاعمال العسكرية ضد الفلسطينيين اعقبوها بالانسحاب من مناطق السلطة التي احتلتها القوات الاسرائيلية خلال الايام القليلة الماضية في محيط مدينتي جنين واريحا. وكانت هذه الخطوات قد جاءت نتيجة اتصالات سرية ومكثفة بعضها مباشر وبعضها عبر طرف ثالث، ازدادت بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن. وكان ابرز هذه الاتصالات اللقاء الذي تم في مقر الرئاسة في غزة بين عرفات وعومري شارون ابن رئيس الوزراء الاسرائيلي وآفي غيل مدير عام وزارة الخارجية، ليل الاحد الماضي. وتم اللقاء بسرية تامة في وقت الغى فيه شارون لقاء كان مقررا بين وزير خارجيته شيمعون بيريس والرئيس عرفات.

وتفاهم الطرفان على 3 مراحل: الاولى ان يدعو شارون عرفات الى وقف اطلاق النار مقرونا بوعد بلقائه في المستقبل. والثانية يستجيب عرفات فيها للدعوة فيأمر بوقف اطلاق النار. وفي المرحلة الثالثة يأمر شارون بتعليق كل النشاطات العسكرية ضد الفلسطينيين.