واشنطن: هجوم الانتحاريين عطل مبادرة أميركية للاعتراف بالدولة الفلسطينية

الملك فهد والأمير عبد الله يتلقيان رسالتين من مبارك والأسد حول التطورات * بلير: يجب أن يحصل الفلسطينيون على العدالة

TT

الرياض: عبد العزيز الهندي وماهر عباس : في اول تصريح من نوعه يصدر عن الادارة الجمهورية في البيت الابيض منذ توليها السلطة في يناير (كانون الثاني) الماضي، اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش عن تأييده الضمني لقيام دولة فلسطينية مستقلة. وقال الرئيس بوش «فكرة قيام دولة فلسطينية كانت دوما جزءا من الرؤية الاميركية ما دام حق اسرائيل في الوجود محترما». واضاف ان الولايات المتحدة تعمل مع اسرائيل والفلسطينيين لتخفيف العنف والعودة الى طاولة المحادثات، «لكن علينا ان لا نحرق المراحل. عندما نتحدث عن الشرق الاوسط علينا اولا المرور بخطة ميتشل».

ورحبت السلطة الفلسطينية بتصريحات بوش. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين لـ«الشرق الأوسط»: «ان من الصواب جدا ان تدعم الولايات المتحدة قيام دولة فلسطينية مستقلة لكي تصحح خطأ تاريخيا عمره 50 سنة». واضاف عريقات «ان اقصر طريق للسلام والامان في الشرق الاوسط، يكمن في انهاء الاحتلال الاسرائيلي والانسحاب الى حدود 4 يونيو (حزيران) 1967».

وتنسجم تصريحات الرئيس بوش هذه مع ما كشفته مصادر في الادارة الاميركية عن ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول كان سيعلن في خطابه امام الدورة السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة مبادرة سلام اميركية في الشرق الاوسط ترتكز على تأييد فكرة قيام دولة فلسطينية. لكن تفجيرات نيويورك وواشنطن حالت دون ذلك بعد ان الغيت الجلسات برمتها.

وحسب المصادر فان المملكة العربية السعودية لعبت دورا اساسيا في هذه المبادرة وبذلت جهودا حثيثة في هذا الصدد كما مارست ضغوطا كبيرة لتشجيع الادارة على اتخاذ هذه المبادرة. وذكرت مصادر اميركية عليمة بتفاصيل المبادرة ان باول كان يعتزم مناقشة المبادرة مع الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز السفير السعودي في واشنطن، في 13 سبتمبر (ايلول) الماضي وان الادارة كانت تفكر ايضا في عقد اجتماع بين الرئيس بوش والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على هامش جلسات الجمعية العامة.

كذلك اعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس أن من حق الفلسطينيين العيش «على أرضهم» كما يحق لاسرائيل أن تعيش بأمان. وقال بلير الذي قوبل خطابه في مؤتمر حزب العمال بالتصفيق امس «يجب أن يحصل الفلسطينيون على العدالة وفرصة تحقيق الازدهار على أرضهم كشركاء متساوين مع اسرائيل».

واعلنت ناطقة باسم وزارة الدفاع الاميركية ان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد توجه امس الى منطقة الشرق الأوسط بناء على طلب من الرئيس بوش.

الى ذلك تلقت القيادة السياسية في السعودية امس رسالتين من الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس السوري الدكتور بشار الاسد، وذلك خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز والامير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي، كل على حدة، لنائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ووزير الخارجية المصري أحمد ماهر والوزير برئاسة الجمهورية المصرية أحمد عمر سليمان. ودارت مباحثات مكثفة بين القيادة السياسية السعودية والمسؤولين العربيين تناولت التشاور والتنسيق حول التطورات.