السعوديون أصبحوا الأكثر عرضة للمضايقات في المطارات بعد التفجيرات

TT

بعدما كان الاميركيون يفضلون التعامل مع السعوديين على سائر العرب، اصبح السعوديون بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن اكثر تعرضا للمضايقات في المطارات وللرقابة في الفنادق. ولهذا سارع وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز الى التأكيد في المؤتمر الصحافي الذي عقده اخيرا ان بلاده لا تقبل ان يعامل ابناؤها في اوروبا واميركا معاملة لا تليق بهم.

وبعد هجمات 11سبتمبر (ايلول) الماضي مباشرة، كان الرأي العام الاميركي يجهل هويات المسؤولين عنها وكانت وسائل الاعلام تشير الى العرب والافغان بشكل عام، لكنها بعد ذلك بدأت بالتركيز على ما سمته صحيفة «وول ستريت جورنال» «الحلقة السعودية»، ودفع الخوف من السعوديين الى انتشار اشاعات تقول برفض الفنادق استقبال نزلاء سعوديين. واكدت كارين سوبل المتحدثة باسم فندق شيراتون لـ«الشرق الأوسط»: «اننا لا نرفض النزلاء السعوديين، ولكننا ملتزمون بإعلام السلطات بوجود نزلاء من جنسيات معينة ولا استطيع تحديد تلك الجنسيات».

وكان فصل الخريف من بين المواسم المفضلة عند السعوديين لزيارة الولايات المتحدة، بعد موسم الصيف، غير ان اعدادهم تقلصت هذا العام الى حد بعيد، حسب مصادر اميركية. وعلاوة على عدم وجود ولو سائح سعودي واحد، فإن عدداً من الطلاب قرروا عدم الرجوع الى كلياتهم ومعاهدهم. وقال سعودي يعمل في اميركا، طلب عدم ذكر اسمه، «لم اعد اكترث الآن، ولكن بمقدوري التأكيد اننا اصبحنا الآن اكثر جنسية مكروهة في البلاد. قبل 20 عاما كان الايرانيون هم من يحتلون هذا الموقع لان الاميركيين كانوا عاجزين عن التفريق بين انصار الخميني وبين الهاربين منه الى الولايات المتحدة. وبعد 10 سنوات دار الدور على العراقيين، لان الاميركيين لم يكن بوسعهم مجددا فهم ان معظم العراقيين يعارضون صدام حسين. اما الآن فانهم يعتقدون انه بسبب حمل بعض من كانت لهم صلة بالهجوم الاخير جوازات سفر سعودية، فإن اللوم يقع على كل السعوديين».

واشار العديد من وكالات السفر في الرياض وجدة خلال اتصال هاتفي معها الى ان القنصليات الاميركية اصبحت الآن تطلب عقد «مقابلات شخصية» لكل السعوديين الذين يتقدمون بطلب تأشيرات. وأوضح احد العاملين في مكتب سفر في الرياض «هذه اول مرة منذ عام 1990 يطلب منا كسعوديين الذهاب الى مقابلات خاصة، وكان يكتفى عادة بارسال جوازات السفر الى القنصلية لتعاد الينا ممهورة بالاختام المطلوبة وبالتأشيرات المحددة».