التحالف الشمالي يدخل مزار الشريف والملا عمر يمنح بن لادن والظواهري الجنسية الأفغانية

المصري سيف العدل أصبح مسؤولا عسكريا لـ«القاعدة» وأبو حفص نائبا له * قائد الحملة الأميركية يطلب المزيد من الطائرات والقوات الخاصة

TT

دخلت قوات المعارضة الشمالية مساء امس مدينة مزار الشريف في شمال افغانستان، فيما احتشدت قوات اخرى تابعة لها الى الشمال من كابل، تمهيدا للتقدم نحو العاصمة مدعومة بقصف اميركي مكثف لمواقع قوات حركة طالبان. واكدت حركة طالبان سقوط مزار الشريف. من جهتها اكتفت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بالقول ان الوضع حول المدينة «مشجع» ولكن لا تأكيد مستقلا لديها بشأن سقوطها بيد قوات المعارضة. واكدت حركة طالبان دخول قوات المعارضة مدينة مزار الشريف. وقالت مصادر من الحركة لوكالة الانباء الافغانية الاسلامية التي تتخذ مقرا لها في باكستان، ان قوات طالبان انسحبت من المدينة «بعد هجوم تحالف الشمال». ونقلت الوكالة عن مصادر الحركة قولها «ان طالبان بصدد اعادة تجميع قواتها خارج المدينة» بعد هجوم المعارضة. واشارت الوكالة الى ان المعارضين دخلوا المدينة من الجنوب، وان «قوات المعارضة حققت هذا التقدم خلال غارات اميركية مكثفة ودخلت الضواحي الواقعة في جنوب المدينة». وكان الزعيم الاوزبكي المعارض عبد الرشيد دوستم اول من اعلن سقوط مزار الشريف، وقال في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» الاميركية ان قواته دخلت المدينة التي كانت تحت سيطرته لسنوات حتى استيلاء طالبان عليها. واضاف «لقد دخلنا بسرعة مزار الشريف. اننا الآن في مزار الشريف». واشار الى مقتل 90 من مسلحي طالبان خلال المعركة الضارية. من جهته، اكد متحدث باسم التحالف الشمالي للمعارضة اشرف نديم في اتصال هاتفي سقوط المدينة، وقال «قوات التحالف استولت امس على المطار ودخلت المدينة، وقوات طالبان تفر باتجاه كابل». واعلن احد قادة التحالف الشمالي انهم ارسلوا امس مئات الجنود الى مطار باغرام القريب من خط المواجهة شمال كابل. واستمع الرئيس الاميركي جورج بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد الى تقرير عن سير العمليات من الجنرال تومي فرانكس، قائد القوات المركزية الاميركية الذي طلب القيام بمزيد من الغارات واضافة 100 طائرة بما فيها طائرات الهليكوبتر الى تلك المنتشرة في المنطقة، اضافة الى ارسال المزيد من القوات الخاصة.

الى ذلك كشفت مصادر مقربة من حركة طالبان ان اسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» الذي تلاحقه واشنطن كمشتبه رئيسي في احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، حصل على الجنسية الافغانية بعد ايام من بدء العمليات العسكرية للتحالف الدولي ضد افغانستان في السابع من اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. وقالت المصادر المقربة من طالبان في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الأوسط» «ضمن الذين مُنحوا الجنسية الطالبانية بجوازات سفر صالحة، وباوامر شخصية من الملا عمر، ايمن الظواهري زعيم «الجهاد المصري»، واسد وسيف نجلا عمر عبد الرحمن الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في الولايات المتحدة بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993». وضمن الذين حصلوا على الجنسية الافغانية كذلك سيف العدل، وهو اصولي مصري من جماعة «الجهاد» واحد المطلوبين في قضية تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام في اغسطس (آب) عام 1998، ووضعته المباحث الفيدرالية الاميركية يوم 10 اكتوبر الماضي على لائحة 22 ارهابيا مطلوبا للعدالة. واشارت مصادر اخرى الى ان سيف العدل اصبح القائد العسكري الفعلي لـ«القاعدة»، وليس محمد عاطف «ابو حفص المصري» الذي اشارت اليه المصادر على انه اصبح نائب القائد العسكري للتنظيم السري.