قصف اجتماع لقيادات «القاعدة» ووفد بشتوني يحاول إقناع قيادة طالبان بالاستسلام

الملا عمر يهدد بـ«تدمير أميركا» * بوش يؤكد أن الحملة ستستمر حتى النهاية * رئيس مؤتمر السلام الأفغاني يشدد على عودة الملك

TT

تعهد الرئيس الأميركي جورج بوش مجددا امس بمواصلة الحملة في افغانستان حتى القضاء على منظمة القاعدة وحركة طالبان وتقديم قيادتيهما للعدالة. من جهة ثانية ، توعد زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر امس «بتدمير أميركا قريبا» فيما اعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» ان قيادات في «القاعدة» وطالبان قتلوا في غارات شنتها الطائرات الأميركية على منزلين احدهما في كابل كان يعقد فيه اجتماع لقيادات في «القاعدة»، والآخر في قندهار.

وقال الملا عمر في حديث بثه القسم البشتوني في هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان «الوضع الحالي في أفغانستان مرتبط بقضية كبرى هي تدمير أميركا». واوضح ان «هذا المشروع يحرز تقدما ويجري تنفيذه غير ان المهمة هائلة، تتخطى ارادة البشر وادراكهم». وقال «سيتم هذا قريبا. وليبق كلامي في اذهانكم». ورفض الملا عمر رفضا باتا فكرة مشاركة حركته في حكومة مقبلة تمثل جميع المجموعات الاثنية الأفغانية، وقال «لن نقبل بحكومة من الاشرار ونفضل الموت على المشاركة في هذه الحكومة».

من ناحية ثانية اعلن الرئيس الأميركي جورج بوش في ختام قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس ان العمل يجري حاليا لوضع استراتيجية بصيغة وخطة جديدة للتعامل مع الواقع الجديد في أفغانستان في ضوء التقهقر السريع لحركة طالبان. وشدد على ان الحملة العسكرية في أفغانستان ستستمر حتى القضاء على القاعدة وطالبان وجلب قيادييهما للعدالة. الى ذلك، قالت فيكتوريا كلارك المتحدثة باسم وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» امس، ان مسؤولين في طالبان وفي تنظيم «القاعدة»، ليس بينهم الملا عمر او بن لادن، قتلوا في غارات أميركية خلال اليومين الاخيرين على مبنيين، احدهما في كابل والاخر في قندهار. وقال مسؤول أميركي آخر ان الولايات المتحدة قصفت مبنى في أفغانستان تجمع فيه اعضاء من تنظيم «القاعدة» فقتلت عددا من الاشخاص. وقال المسؤول طالبا ألا ينشر اسمه «هوجم امس مبنى يعتقد انه مكان تجمع لأناس من القاعدة ودمر المبنى». وقال المسؤول ان المبنى قصفته طائرات عسكرية واخرى تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية تعمل بدون طيار ومزودة بصواريخ هيلفاير المضادة للدبابات. واضاف قوله: «لا نعرف هويات من قتلوا». واستمر الغموض امس حول الوضع في قندهار وفي جلال آباد. اذ قال الملا عمر ان قواته تسيطر على قندهار في حين قال التحالف الشمالي المعارض ان المدينة في حالة فوضى. وفي كويتا في باكستان علم ان وفدا من زعماء القبائل البشتونية سيتوجه الى المدينة للتفاوض بشأن استسلام طالبان. وفي هذا السياق قال حميد كرزاي، الزعيم القبلي ونائب وزير الخارجية الافغاني السابق ، انه على اتصال مع قادة طالبان، مضيفا «انني احاول التفاوض مع طالبان لاقناعهم بأن ما يقومون به لا يفيد الأفغان ولا أفغانستان».

الى ذلك أصر سيد أحمد الجيلاني، زعيم الجبهة الوطنية الاسلامية الأفغانية، ورئيس مؤتمر السلام الافغاني، امس على عودة الملك محمد ظاهر شاه لقيادة أفغانستان . واكد سيد الجيلاني، المقرب من الملك الأفغاني السابق، من مقر سكنه في اسلام اباد امس في اتصال لـ«الشرق الأوسط» على ان مؤتمر الفصائل الأفغانية المختلفة، المزمع عقده قريبا سيحدد طبيعة وتشكيلة الحكومة الافغانية المؤقتة.