أقدم «الأفغان العرب» السعوديين: شهدت ميلاد «القاعدة» وفكرة التنظيم مصرية

السريحي لــ«الشرق الأوسط» كنت إماما لمسجد بن باز وذهبت إلى أفغانستان بطلب من العثيمين

TT

حسن السريحي (48 عاماً) كان اماما لمسجد الشيخ (الراحل) عبد العزيز بن باز في حي الششه بمكة المكرمة، وخرج في مطلع شهر رمضان الحالي من السجن في الرياض عقب صدور أمر سام بالعفو عنه حيث أمضى 6 سنوات من محكوميته بعد أن أبدى سلوكاً حسناً داخل السجن. في اول حديث من نوعه لسعودي تعامل مع جماعة «القاعدة» كشف السريحي لـ«الشرق الأوسط» قصته وقال ان اول مواجهة له مع المجاهدين كانت بطلب من الشيخ (الراحل) محمد بن عثيمين، الذي ارسله للتحقق من صحة دعوات الجهاد في افغانستان التي شاعت في السعودية في الثمانينات لكنه عاد برأي مخالف بأن الافغان يريدون الدعم المادي وليس مجاهدين لمواجهة السوفيات، واحدثت رسالته تلك ضجة معادية بين طالبي الجهاد. ويقول ان الشيخ بن عثيمين ارسله مرة اخرى الى افغانستان، وهناك التقى اسامة بن لادن وحضر اول ايام تأسيس تنظيم القاعدة واصبحت له علاقات برجالها. وكشف أقدم المجاهدين الذين زاملوا أسامة بن لادن وعبد الله عزام عن تجربته الشخصية وأحداث خطيرة حول اللقاء السري الذي جرى عام 1989 في منزل بن لادن في بيشاور وضم اثنين من قادة الجهاد في مصر هما أبو عبيدة البنشيري وأبو حفص المصري الذي قتل أخيراً اثر الغارات الأميركية على قندهار. وأوضح السريحي أن فكرة تنظيم «القاعدة» كانت مصرية وان التنظيم كانت له مواصفات خاصة لاختيار الشباب فيه من أهمها أن يكون المتقدم صغير السن ومطواعاً ومتحمساً يستجيب من دون تردد للتعليمات، وأن من يقع عليه الاختيار يتم التفاوض معه للالتحاق، ومن يقبل الانضمام يطلب منه العودة إلى أهله لتوديعهم، ومن ثم الرجوع لاخضاعه لفترة تدريبات في معسكرات تأهيلية لالحاقه بفرقة الانتحاريين. وكشف ان بن لادن يعاني من أمراض الكلى وهبوط الضغط والسكري ويحمل في جيبه كميات من الملح لمعالجة الضغط. وقال السريحي عن نفسه انه متزوج من 3 نساء; باكستانيتين وفرنسية مسلمة. واقر انه ارتكب خطأ في حياته عندما تخلى عن الدعوة إلى الله، وأبدى ندمه وأسفه على شبابه الذي أمضاه في رحلته مع حركات العنف. وقال: لا أظن أحداً عانى من الألم وتأثر مثلما عانيت وتأثرت لأنني عايشت شباباً لا يفكرون بقيمة حياتهم واعمارهم وسيسألون يوم القيامة عن أرواحهم التي أزهقوها من دون وجه حق.