سعود الفيصل: نتوقع تسليمنا الأسرى السعوديين أما بن لادن فهو من تصنيف آخر

الملا عمر يعرض رشوة لتهريبه إلى زابول * 200 من الأفغان العرب تحصنوا في مطار قندهار وهددوا بهجمات انتحارية * توتر بين الفصائل الأفغانية

TT

قال الامير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، ان المملكة تتوقع ان يسلم لها أي مواطن سعودي معتقل في افغانستان لتعاقب منهم من يثبت «تورطه في نشاطات اجرامية». من ناحية ثانية، اعتبر الامير سعود الفيصل في مقابلة تنشرها «الشرق الأوسط» ان أسامة بن لادن من تصنيف آخر، مضيفا ان زعيم منظمة «القاعدة» ليس سعوديا بل هو «ارهابي دولي» ارتكب جرائم في السعودية ايضا.

وقال الامير سعود الفيصل عن المعتقلين السعوديين في أفغانستان «هؤلاء ابناؤنا، سنأخذهم، وهؤلاء الذين تورطوا في نشاطات اجرامية سيعاقبون، ولكنهم مسؤوليتنا.. نأمل ان تفعل بقية الدول نفس الشيء». اما في ما يتعلق بابن لادن، الذي أسقطت الحكومة السعودية الجنسية عنه عام 1994، فقد اوضح وزير الخارجية السعودي ان زعيم «القاعدة» يقع ضمن تصنيف آخر. واضاف «اذا كانت الولايات المتحدة ستقبض عليه فأنا على ثقة انهم سيشكلون محكمة عسكرية ويحاكمونه، ومن الواضح ان ذلك محتمل الحدوث».

على صعيد التطوارت تبادلت قوات أفغانية معارضة لطالبان امس قصفا شديدا مع مقاتلي تنظيم «القاعدة» الذين فروا من منطقة تورا بورا الى جبال ميلاوا المجاورة، فيما كثف الطيران الأميركي قصفه على المنطقة التي تعتقد الولايات المتحدة ان أسامة بن لادن واتباعه متحصنون فيها. وفي جنوب أفغانستان، لا تزال الفوضى والتوتر يسودان مدينة قندهار التي انسحبت منها طالبان اول من امس، اذ افاد مسؤولون معارضون للحركة ان قوات حاكم قندهار السابق غول آغا تبادلت اطلاق النار اول من امس مع عناصر من طالبان حين استولى رجال آغا بالقوة على مبنى مقر الحاكم ومجلس البلدية، ولم يسمحوا بدخول من كانوا في الخارج ولا بخروج من كانوا في الداخل. وافادت المصادر المحلية ان 3 مجموعات على الاقل صارت تسيطر على قندهار، وهي قوات آغا المسيطرة على مقر الحاكم، وقوات الملا نقيب الله القائد العسكري السابق لقندهار التي استولت على منطقة فريكا في شمال المدينة حيث ترسانة طالبان العسكرية، وقوات المسؤول الاداري السابق لقندهار، حاج بشار، التي تسيطر على منشآت الشرطة والأمن بالمدينة.

ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» امس عن مسؤولين في طالبان قولهم ان اكثر من 200 من «الأفغان العرب» لا يزالون متحصنين في مطار قندهار رافضين الاستسلام، وأن كلاً منهم يحمل قنبلة ويهدد باستخدامها في هجمات انتحارية في حال الهجوم عليه.

وتضاربت الانباء امس كذلك حول مكان وجود زعيم طالبان الملا محمد عمر. ففي حين افادت صحيفة «التايمز» البريطانية ان الملا عمر محتجز، قرب قندهار، لدى الملا نجيب الله، احد قادة الجهاد في السابق، فان مسؤولين في الحكومة الأفغانية الجديدة وفي حركة طالبان كما في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نفوا جميعهم هذه الرواية. وافادت تقارير أميركية، نقلا عن مصادر استخباراتية، امس ان الملا عمر غادر مدينة قندهار مع واحد او اثنين من حراسه، ويسعى للعثور على قائد بشتوني يرشيه لمساعدته في الهرب الى جبال زابول شمال شرق قندهار.

وفي مواجهة احتمال فرار قادة طالبان او «القاعدة» عبر الحدود، ارسلت باكستان مزيدا من قواتها العسكرية على حدودها الطويلة مع أفغانستان لمنع المطلوبين من الحركتين، من التسلل الى أراضيها.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»