زعيم قبلي أفغاني يهدد بحرب إذا تكرر القصف الأميركي

البنتاغون يتمسك بروايته * القيادة السعودية تهنئ كرزاي وقوات أردنية تتوجه إلى أفغانستان

TT

هدد زعيم قبيلة في شرق افغانستان بشن حرب ضد رئيس الحكومة الانتقالية الافغانية حميد كرزاي بعد القصف الاميركي الذي استهدف يوم الجمعة الماضي قافلة تضم وجهاء من الأفغان كانوا في طريقهم الى كابل لحضور مراسم تنصيب الحكومة الجديدة. ونقلت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية عن قلب الدين، زعيم قبيلة زادران في ولاية باكتيا، تأكيده انه لم يكن يوجد سوى مدنيين في القافلة، وقال انه «في حال شنت الولايات المتحدة مجددا هجمات تعسفية من هذا النوع، فاننا سنشن مقاومة مسلحة ضد حكومة حميد كرزاي». واتهم الزعيم القبلي مدير إدارة إقليم خوست في شرق أفغانستان، باشا خان بتقديم معلومات خاطئة الى الجيش الاميركي لافتعال الهجوم. وقال ان «باشا خان يعطي معلومات خاطئة للجيش الاميركي واذا عاود ذلك، فاننا سنشن مقاومة مسلحة ضده».

الى ذلك كرر الجيش الاميركي امس موقفه القائل بان قافلة قصفتها الطائرات الاميركية في افغانستان كانت هدفا مشروعا على الرغم من روايات لبعض الناجين والشهود بانها تضم شيوخ قبائل كانوا في طريقهم الى كابل للمشاركة في تنصيب الحكومة الافغانية المؤقتة برئاسة حميد كرزاي امس السبت. وقال جيف ديفيز المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية، ان القيادة المركزية الاميركية المسؤولة عن الحملة العسكرية في افغانستان تمعن النظر في روايات سردها الناجون. الا ان كل شيء شاهدوه حتى الآن يوضح ان ما تم كان هدفا مشروعا اي انها كانت قافلة لطالبان. واضاف «وليس لدينا في هذه المرحلة اي شيء يؤكد خلاف ذلك». ومن ناحية أخرى، قال كرزاي لشبكة «سي. إن. إن» الاميركية إنه يرحب ببقاء القوات الاميركية في افغانستان الى حين القضاء على جميع «الارهابيين» في البلاد. ولدى سؤاله عن المدة التي يمكن ان تبقاها القوات الاميركية في هذا البلد، رد كرزاي «طالما كانت هناك تلك العناصر الارهابية التي تختبئ في افغانستان وفلول تلك القوات». وأكد كرزاي ان افغانستان مستعدة لتسليم اسامة بن لادن وكذلك الملا عمر الى محاكم اجنبية. على صعيد آخر، توجهت أمس إلى أفغانستان القوة الأردنية المقررة مشاركتها في حماية الأمن في البلد. وهذه القوة الاردنية، التي تعتبر أول وحدة عربية تشارك في مهمة إنسانية في أفغانستان، ستتولى مهام حماية المستشفى الميداني العسكري المزمعة إقامته في مدينة مزار الشريف الشمالية. إلى ذلك هنأت القيادة السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، والامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، حميد كرزاي بمناسبة توليه منصب رئيس الحكومة المؤقتة الافغانية. وقال خادم الحرمين الشريفين والأمير عبد الله في برقيتي التهنئة اللتين نقلتهما وكالة الانباء السعودية «بمناسبة تولي دولتكم منصب رئيس الحكومة المؤقتة لدولة افغانستان الاسلامية الشقيقة، نبعث لكم بأطيب تمنياتنا ومباركتنا على تولي حكومتكم الجديدة السلطة في افغانستان واستلام مهامها»، وأكدا في برقيتيهما القول «نؤكد لكم اهمية وحدة ارض وشعب افغانستان وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر بون وما تضمنه قرار مجلس الامن الدولي بهذا الشأن».

في الوقت ذاته تتدارس بعض الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي الاعتراف رسميا بالحكومة المؤقتة في افغانستان برئاسة كرزاي.

ومن جانبه اعتبر السفير السعودي في اسلام اباد علي عواض عسيري الذي شارك في احتفال تنصيب الحكومة المؤقتة في افغانستان اول من امس ممثلا لبلاده السعودية، ان اجواء الاحتفال سادتها روح التفاؤل بانهاء سنوات من الحرب والدمار وعدم الاستقرار في هذا البلد استمرت لأكثر من عقدين من الزمن.