ميليشيات الحكومة الصومالية تنهب مقديشو بعد تأخر رواتبها

TT

اعلنت منظمات محلية غير حكومية امس ان اكثر من ثلاثة الاف عنصر من ميليشيات صومالية تابعة للحكومة الانتقالية، تركوا مخيمات التدريب من اجل القيام باعمال نهب في العاصمة مقديشو. وكانت الحكومة الانتقالية جندت خمسة الاف عنصر، وتقوم بتدريبهم لتشكيل الشرطة الصومالية المقبلة، ولكن اكثر من ثلاثة الاف من هؤلاء غادروا مخيمات التدريب في الايام الخمسة عشر الاخيرة بسبب عدم قبض رواتبهم، حسبما اعلنت حبيبة حاجي جومالي رئيسة الشبكة الصومالية لحقوق الانسان والسلام. وفي الاسبوعين الاخيرين سجل في العاصمة الصومالية مقتل 19 شخصا في اعمال عنف، ترافق بعضها مع عمليات اغتصاب، بحسب مصادر محلية. من جهة ثانية، قالت مصادر مسؤولة ان الحكومة الصومالية الانتقالية وبعد إخفاقها في اقناع الولايات المتحدة بالموافقة على استقبال وفد رسمي صومالي لتوضيح موقفها بشأن مكافحة الارهاب، تسعى الى تكرار المحاولة مجددا مع دول الاتحاد الأوروبي حيث أوفدت أمس مبعوثين رسميين اليها للرد على المزاعم الاميركية والاثيوبية الخاصة بوجود معسكرات لايواء وتدريب الارهابيين في الصومال تابعة لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن. ويسود اعتقاد على نطاق واسع في دوائر الحكومة الصومالية بأن الضربة العسكرية الاميركية المتوقعة قد تتم مع مطلع شهر فبراير (شباط) المقبل، بعد استكمال الولايات المتحدة لكل التحضيرات اللوجستية اللازمة وتأمين قواعد أرضية داخل الصومال للقوات الاميركية المرابطة على السواحل في منطقة القرن الافريقي. ولم يتضح بعد حجم العملية العسكرية التي قد تشنها القوات الاميركية بمشاركة اثيوبيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وميليشيات المعارضة الصومالية داخل الصومال، لكن محللين صوماليين أكدوا في المقابل ان نموذج افغانستان قابل للتكرار في الصومال. ولم يستبعد مسؤول صومالي بارز لـ«الشرق الأوسط» ان تكون للولايات المتحدة أجندة سرية ضد الصومال بهدف اسقاط الحكومة التي تتهمها بحسب معلومات اثيوبية بعدم كفاية تعاونها في مكافحة الارهاب ووجود علاقات لوجستية لعدد من اعضائها مع تنظيم الاتحاد الاسلامي. وأكد نفس المسؤول الذي طلب عدم تعريفه ان ما وصفه بالسيناريو الاميركي قد يتم تنفيذه بالفعل بعد تنصيب حكومة جديدة ودخول المعارضة للعاصمة الصومالية مقديشو. وكشف النقاب عن معلومات متداولة في أوساط الجاليات الصومالية في اميركا وأوروبا بأن أجهزة المخابرات الاميركية تبحث عن حميد كرزاي صومالي في اشارة الى الرئيس الحالي للحكومة الانتقالية في أفغانستان. وقال ان هذه المعلومات تؤكد تداول بعض اسماء الشخصيات الصومالية السابقة وسفراء واكاديميين على نحو يجعل السيناريو الاميركي ضد الصومال أكثر خطورة من ذي قبل.