من المعلوم ان اسامة بن لادن زعيم «القاعدة» يعاني من مرض في الكليتين، أو ربما في كلية واحدة، أو على الاقل من مشكلة فيهما، فالمعلومات المتوفرة عن هذا الامر قليلة جدا واقتصرت على ما ذكرته التقارير الاعلامية، وبعض الصور التي نشرت في وسائل الاعلام العالمية التي تظهره مريضا عليلا منهكا، الا انه استنادا الى الصحافي المصري عصام دراز الذي قضى اكثر من 4 سنوات بجوار بن لادن في المغارات والكهوف خلال فترة القتال ضد الروس، ومؤلف كتاب «قصتي مع بن لادن»، فإن زعيم «الجهاد» الدكتور ايمن الظواهري، وهو طبيب جراح، كان يعالج بن لادن وينصحه بالاكثار من شرب الماء مما يدل على علة ما في الكلى. وذكر احد الافغان العرب في اتصال كانت قد اجرته معه «الشرق الاوسط» في وقت سابق ان بن لادن ذاته صرح ان تأخير ذهابه الى الخلاء لقضاء حاجته اصابه بأمراض في المسالك البولية. وقد يكون هذا كما يعتقد نوعا من تلوث المثانة الذي يصيب العديد من الاشخاص الذين لا يستطيعون تصريف محتويات المثانة بأكملها مما يتسبب في تسممها.
واتصلت «الشرق الاوسط» بالدكتور محمود الاقرع الاستشاري في امراض الكلية والجهاز البولي والجراح في زراعة الكلية في دائرة المسالك البولية في مستشفى «رويال فري هوسبيتل» في لندن وسألته ما إذا كان المذكور اعلاه هو نوع من قصور الكلى، فقال: «بشكل عام كل انواع قصور الكلى تحتاج من المصاب تناول الكثير من الماء لتعويض ما يفقده من البول، فالكلية تفرز عادة 180 لترا من الماء يعاد امتصاص 178 لترا منها الى الجسم، ويذهب الباقي، اي حوالي 1.5 لتر فقط الى الخارج مع البول، لكن في المراحل الاخيرة من قصور الكلية، فإن قابليتها على التركيز، أو تكثيف البول Concentration Funcation تصبح ضعيفة، وذلك في الانابيب المكونة لوحدة الكلية. وبذلك يزداد الماء المطروح مع البول الذي لا بد من تعويضه في الجسم الذي يحتاجه جدا عن طريق تناول الكثير منه باستمرار».