العراق يتراجع ويقبل ورقة «قمة عمان» وتحفظ خليجي على المقترحات الجديدة

عرض المصالحة لم يتضمن نقاطا أساسية واعتبر محاولة لكسب الوقت

TT

علمت «الشرق الأوسط» ان عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية ابلغ القادة العرب الذين التقاهم في جولته الاخيرة بعد زيارة بغداد ان العراق تراجع عن رفضه الورقة التي تبنتها دول الخليج العربية في القمة العربية الاخيرة في عمان. ونقل موسى عن بغداد ان وزير خارجيتها اتخذ موقف رفض الورقة في قمة عمان في مارس (آذار) الماضي بدون الرجوع لقيادته، وانه جرت عملية اعادة حسابات وتقبلت بغداد المقترحات التي كانت مقدمة بدون شروط. وقالت مصادر مطلعة ان الدول الخليجية اعتبرت ذلك موقفا ايجابيا لكنه جاء متأخراً.

وكانت الورقة التي قدمت الى قمة عمان ورفضها العراق وتبنتها الدول الخليجية مع 10 دول عربية نصت على المطالبة برفع العقوبات عن العراق واجراء ترتيبات لرفع حظر الرحلات الجوية ومنع الاعمال التي ترتكب ضد العراق، ودعت بغداد الى الالتزام بقرارات مجلس الامن، كما اكدت على استقلال دولة الكويت ووحدة اراضيها ومطالبة العراق بالالتزام بهذا الامر. واعتبرت بغداد خلال القمة ان الورقة تحمل نفساً سعوديا، كويتيا، ولا تستجيب للمطالب العراقية، مطالبة برفع العقوبات وليس المطالبة برفعها. وزار موسى الكويت والسعودية والأردن عقب مباحثاته في بغداد.

وأفادت المصادر المطلعة بأن الافكار العراقية الجديدة التي نقلها موسى قوبلت «بخيبة امل» في الدول التي زارها لأنها لم تكن كما كانوا يأملون، وانها تضمنت عرضا بالمصالحة بدون اشياء ثابتة وأساسية، وبالتالي اعتبر ان العراق لم يقدم عرضا جادا وانه يحاول كسب الوقت في وجه الضغوط الاميركية الحالية.

وبين الافكار العراقية التي قدمت تشكيل لجنة عربية بديلة للدولية لموضوع الأسرى والمفقودين وزيارة العراق للتأكد من عدم وجودهم، وهو اقتراح اعتبره الجانب الخليجي غير مرض لأن وجود لجنة دولية اهم. في الوقت ذاته لم ير الجانب الخليجي شيئاً محدداً في ما يتعلق بعودة مفتشي الاسلحة الدوليين، كما اعتبر انه ليس هناك شيء في يد دول الخليج في هذا الامر لأن القضية في الولايات المتحدة.

واعتبرت المصادر ان الجانب الخليجي لم يغلق الباب لكن هناك وجهة نظر بأن الموقف اختلف دوليا بعد 11 سبتمبر (ايلول) الماضي واصبحت القضية العراقية تدخل تحت تصنيف جديد متعلق بالارهاب، وهو ما يحتاج الى تقديم تنازلات حقيقية وجدية من العراق من اجل سلامته اولا.

الى ذلك، سيطر غموض على مباحثات طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء العراقي، في موسكو امس بسبب عدم وضوح اجابات عزيز حول استجابة بغداد للشروط الدولية المتعلقة بعودة المفتشين الدوليين، لكن عزيز كان واضحا في قوله «ان العراق لن يخضع للاستفزازات الاميركية ومستعد لصد أي عدوان». من جانبه قال ايغور ايفانوف وزير الخارجية الروسي انه لا يوجد حل للمسألة العراقية عن طريق القوة ودعا الى استئناف الحوار بين العراق والأمم المتحدة.