أسرة مصرية دفنت جثة «ابنها» ضحية كارثة القطار.. لتفاجأ بأنه حي

TT

وسط أجواء الحزن التي عمت قرى محافظات الصعيد اثر كارثة القطار المنكوب، كانت قرية «المحامدة البحرية» التابعة لمحافظة سوهاج (500 كيلومتر جنوب العاصمة المصرية) على موعد مع النقيضين (الحزن والفرح)، حيث ذهبت اسرة المجند طه فتحي محمد الكاملي للبحث عن جثة ابنها في مشرحة زينهم بالقاهرة. وبالفعل تعرفوا عليه وحملوه الى القرية التي اطفأت كل شموع فرحة عيد الاضحى انتظارا لوصول ذويهم.

وبعد ان دفنت القرية فقيدها وبدأ الاصدقاء والاقارب في مواساة عائلة المجند المتوفى يوم العيد، كما تعود أبناء الصعيد على فعله في هذه المناسبات الحزينة، رن الهاتف واذا بشاب يتصل من مدينة المنصورة يدل صوته على انه الشاب المتوفى، يؤكد للعائلة انه هو ابنها الذي قامت بمراسم دفنه قبل ساعات قليلة. وقال والد المجند لـ«الشرق الاوسط»: «لقد اتصل بنا قائد الوحدة العسكرية التي يقضي بها ابني خدمته العسكرية ليبلغنا انه قد حصل على تصريح بالخروج من الثكنة بتاريخ يوم حادث القطار، وربما قد يكون من بين المصابين أو المفقودين». واضاف «فسارعنا عندها للاتصال بكل الأقارب عسى أن يكون قد ذهب إليهم، لكن الكل نفى، فذهبنا الى المشرحة ووجدنا جثة تحمل ملامح ابني المفقود فحصلنا عليها وأنهينا الاجراءات الخاصة بها وتم الدفن».

اما الابن المفقود فقد اكد لهم خلال مكالمته الهاتفية بانه حصل على تصريح اجازة العيد بثلاثة أيام واصطحبه صديقه بالوحدة العسكرية الى بلدته بمدينة شربين التابعة لمحافظة الدقهلية، لأنه كان على خلاف مع عائلته. الغريب ان الأسرة، لم تصدق ابنها عند سماع صوته فأخذت تطلب منه الدلائل واثبات هويته، ولم يرتاحوا فعلا لسماع الخبر إلا مع وصوله الى القرية وسط زفة بالطبل البلدي والمزامير والزغاريد واقامة سرادق للأفراح واستقبال المهنئين.