مقتل 13 جنديا إسرائيليا في معركة جنين وباول يؤكد لقاء عرفات الجمعة

الأمير عبد الله لوزير الخارجية الأميركي عقب مباحثاتهما: أمة رفعت راية السلام غير عاجزة عن مسؤولياتها * واشنطن تطالب بإعلان عربي لوقف العمليات الانتحارية وتواصل الضغط على إسرائيل * إبعاد وزراء العمل من الحكومة الأمنية * سولانا يؤكد دراسة عقوبات أوروبية

TT

باريس: ميشيل أبو نجم ـ جدة ـ الدار البيضاء: «الشرق الأوسط»: قرر وزير الخارجية الأميركي كولن باول، اخيرا لقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، خلال جولته في المنطقة. وقال باول بعد لقائه مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة إن الولايات المتحدة تقر بأن الفلسطينيين، خولوا عرفات صلاحيات قيادة شعبهم.

مقابل ذلك اعلن باول خلال مؤتمر صحافي «سأطلب من جميع القادة العرب وجميع المسؤولين الفلسطينيين ابلاغ شعوبهم وجميع الشعوب في العالم ان الوقت حان لوقف العمليات الإنتحارية. وقال ان الوقت مناسب لان هناك مسارا ينتظرنا وسيعطينا ما نطالب به» اي سلاما بين الفلسطينيين واسرائيل.

وفي واشنطن قال ناطق باسم البيت الابيض امس ان الرئيس الاميركي جورج بوش «ينتظر نتائج» من اسرائيل بشأن سحب قواتها من الاراضي الفلسطينية الذي طالب به البيت الابيض. وكان بوش اعتبر الانسحاب الاسرائيلي المحدود بداية مشددا على ضرورة مواصلته.

وكان الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي قد قال عقب مباحثاته في الدار البيضاء ليلة اول من أمس مع باول انه تحدث مع الوزير في ان تبادر واشنطن بتنفيذ ما ورد في تصريح الرئيس جورج بوش، والداعي الى انسحاب اسرائيل الفوري من الأراضي الفلسطينية المحتلة مراعاة لمصداقيتها في العالمين العربي والاسلامي وحفاظاً على مصالحها في المنطقة. وقال «اننا والعالم اجمع ندرك بأن ثقل الولايات المتحدة الأميركية ودورها لا يتفقان اطلاقاً مع حالة الجمود والتجاهل والتهميش الذي تقوم به الحكومة الاسرائيلية، ضاربة بعرض الحائط بكل مسعى اخلاقي وانساني».

وأكد ولي العهد «الكل يعرف بأنني لا أقول الا ما أؤمن به مدافعاً عن حقنا وحق كل عربي ومسلم ومسيحي في فلسطين، بل والعالم اجمع، فأمة رفعت بالأمس القريب راية السلام ومبادرة الحل العادل الشامل غير عاجزة أبداً عن حمل مسؤوليتها التاريخية أمام الله ثم شعوبها».

واعدادا للقائه مع الرئيس عرفات الذي سيعقد في مقر الرئيس بعد غد الجمعة، من المقرر ان يجتمع وفد فلسطيني برئاسة صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين وعضوية امين الهندي رئيس المخابرات العامة ومحمد دحلان مدير الامن الوقائي في غزة، مع المبعوث الاميركي انتوني زيني، في غضون ساعات. وجاءت هذه التطورات بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها قوات الاحتلال الاسرائيلي على أيدي المقاومين الفلسطينيين في مخيم جنين والبلدة القديمة في نابلس ومنطقة الخليل. فقد اعترفت اسرائيل بمقتل 13 جنديا وجرح 7 اخرين على الاقل في كمين من الالغام نصبه المقاومون في المخيم. كذلك اعترفت اسرائيل ايضا بمقتل ضابط برتبة رائد (الفلسطينيون يؤكدون مقتل اثنين) في البلدة القديمة من نابلس التي ينفي الفلسطينيون ان يكون الاسرائيليون قد بسطوا سيطرتهم عليها. واقرت اسرائيل ايضا بجرح ضابط كبير في وحدة المظليين في منطقة الخليل، اصابته خطيرة للغاية.

وفي هذا السياق قال مروان البرغوثي امين سر اللجنة الحركية العليا لفتح في الضفة الغربية من مخبئه لـ «الشرق الاوسط» «ان اسرائيل لن تجني من مجازرها سوى الدم والموت. وان الحركة الوطنية والاسلامية الفلسطينية بكل فصائلها ستعيد ترتيب نفسها باسرع مما يتوقع المحتل».

وتحجج شارون بمقتل الجنود الـ 13 في مخيم جنين ليؤكد ضرورة الابقاء على حربه الوحشية ضد الفلسطينيين. وقال شارون انه وبسبب مثل هذه العمليات ينوي مواصلة حملته ضد الارهاب والتمسك باحتلال رام الله وبيت لحم ونابلس.

وأكد وزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس التأثير السلبي لبشاعة المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في الاراضي الفلسطينية. ونقل عن بيريس وضباط كبار في الجيش الاسرائيلي استخدامهم كلمة مجازر في وصف ما يقوم به الجيش في المخيم.

وربما مثل هذا الموقف هو الذي دفع شارون الى حل المجلس الامني المصغر الذي يضمه الى بيريس ووزير الدفاع بنيامين بين اليعزر وكلاهما من حزب العمل، واستبداله بحكومة امنية موسعة تكون فيها الاغلبية لليمين.

الى ذلك، اعلن خافيير سولانا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية ان على اسرائيل «ان توقف عملياتها العسكرية ليس على مراحل وليس مدينة بعد مدينة بل عليها ان توقف كل العمليات وحالا».

وقال ان «حرمان المدنيين من الماء والكهرباء لا يمكن تبريره بدواع امنية». واضاف سولانا: «ان انتهاك القوانين الانسانية والعسكرية لم يعد من الممكن السكوت بشأنه».

وكشف سولانا ان الاتحاد الاوروبي يدرس مسألة العقوبات الممكنة على اسرائيل واعرب عن تقديره للتدابير التي اتخذتها المانيا وبلجيكا والقاضية بوقف بعض برامج التعاون العسكري مع اسرائيل.