غزة في غياب السلطة: انضباط جماهيري وتراجع في الجرائم

TT

رغم غياب السلطة الفعلية في الاراضي الفلسطينية مع الحرب الوحشية التي تشنها حكومة ارييل شارون ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات المحاصر في مقره منذ 29 مارس (اذار) الماضي، فان الحياة في قطاع غزة الذي لم تصله الحرب بعد، تبدو في ظاهرها طبيعية.

لكن سرعان ما يكتشف المرء انه باستثناء قطاعي الصحة والتعليم فإن جميع الدوائر المدنية والقطاعات الاقتصادية فضلا عن الوزارات والاجهزة الامنية، مشلولة. ففي مكاتب وزارة الداخلية التي تستوعب المئات من الموظفين لا يجد هؤلاء هذه الايام ما يشغلون به انفسهم، فالكثير من المعاملات التي تنجزها هذه المكاتب ترتبط بالجانب الاسرائيلي الذي اوقف أي تعاون مع طاقم الوزارة واطقم الوزارات الاخرى.

لكن اللافت للنظر انه رغم ذلك، هناك حالة انضباط جماهيري غير مسبوق. فبينما كان متوقعا ان تعم الفوضى والاخلال بالنظام العام ويجد المجرمون فرصتهم، انخفضت حوادث السرقة والقتل والشجار. وحتى حوادث الطرق في هذه المنطقة التي توصف بانها اكثر مناطق العالم ازدحاما بالسكان تقلصت الى حد كبير.