عقد الرئيس الأميركي جورج بوش والأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي اجتماعين امس احدهما مغلق والثاني موسع تركزا على تطورات الوضع في المنطقة خصوصا على الصعيد الفلسطيني والعلاقات الثنائية.
وعلمت «الشرق الأوسط» ان الأمير عبد الله شدد خلال الاجتماعين على ضرورة انسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي الفلسطينية ورفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. ونقل ولي العهد السعودي صورة واضحة، خلال لقاء وصف بأنه اتسم بالصراحة، عن الوضع المتأزم والخطير في المنطقة نتيجة العدوان الاسرائيلي.
كما علمت «الشرق الأوسط» ان السعودية اقترحت على الولايات المتحدة رؤية جديدة او صيغة توضع فيها مجموعة من العناصر من بينها القرارات الاربعة الاخيرة لمجلس الأمن، ورؤية بوش في خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ومبادرة الأمير عبد الله للسلام بحيث تشكل هذه العناصر مجتمعة ارضية لتحريك جهود السلام.
لكن السعودية اعتبرت ان هذا الامر مشروط بالانسحاب الاسرائيلي، ورفع الحصار عن عرفات، ووقف الاستيطان الاسرائيلي. وركز الأمير عبد الله على موضوع وقف الاستيطان الاسرائيلي باعتباره مؤشرا على مدى الجدية في التحرك والرغبة في السلام من جانب اسرائيل.
كما شدد ولي العهد السعودي على عدم المساس بعرفات.
وقالت مصادر مطلعة ان السعودية ستساند طرح كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة بتشكيل قوات دولية متعددة الجنسيات لحماية الأراضي المحتلة على اساس ان خطة تينيت وطرح ميتشل اصبحا بلا قيمة في الوقت الراهن، وبعد الاجتياح الاسرائيلي فانه ما عاد مطلوبا وجود مراقبين فقط بل قوات دولية لحماية الفلسطينيين.
وحث الجانب السعودي الولايات المتحدة على تقديم مساعدات للفلسطينيين لمواجهة الخراب الذي لحق بمؤسساتهم ولكي تثبت واشنطن للسلطة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني اهتمامها بوضعهم الانساني ايضا.
وكان الرئيس بوش والأمير عبد الله عقدا محادثات منفردة خلال جولة في مزرعة الرئيس، بينما عقدت جلسة اخرى موسعة شارك فيها الوفدان. واجرى الأمير عبد الله محادثات مع كولن باول وزير الخارجية الأميركي الذي رافقه في الحافلة التي اقلته من كروفورد الى مزرعة الرئيس.
وأكد ولي العهد السعودي للرئيس الاميركي على أهمية دور الولايات المتحدة في تحقيق السلام والاستقرار الدوليين في العالم ومنها منطقة الشرق الاوسط وخصوصا النزاع العربي ـ الاسرائيلي وضرورة دعم الولايات المتحدة للمبادرة العربية حيث انها فرصة سانحة يجب العمل على تحقيقها بما يتماشى مع القرارات الدولية التي صدرت في هذا الشأن وأن تدعم الولايات المتحدة الاميركية هذه المبادرة لما لها من ثقل سياسي كبير على الساحة الدولية وأن تنظر الى النزاع العربي ـ الاسرائيلي نظرة العدل والانصاف ومراعاة الحقوق العربية في هذا الشأن كونها احدى الدولتين الراعيتين لعملية السلام في الشرق الاوسط.