في الوقت الذي واصل فيه الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي زيارته للولايات المتحدة في هيوستن امس واستقبل الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون في مقر اقامة ولي العهد، تكشفت بعض التفاصيل عن المفاوضات التي جرت بين الجانبين السعودي والاميركي ولقاء ولي العهد والرئيس جورج بوش وردود الفعل على الخطة التي تتضمن 8 نقاط لاعادة احياء عملية السلام والتي سلمها ولي العهد الى بوش. وقال مسؤول اميركي لصحيفة «نيويورك تايمز» ان المناقشات في صورتها الاجمالية ايجابية للغاية لكن تفاصيلها كثيرة.
وحسب هذه المعلومات فان ولي العهد السعودي بعث الى بوش بمشروع النقاط الثماني يوم الثلاثاء الماضي بحيث يطلع عليه قبل لقائهما في مزرعته، ولكن بدلا من الرد على المقترحات بعث البيت الابيض بمسودة بيان مشترك غضب منه الجانب السعودي، اذ لم يتضمن اشارة الى المقترحات السعودية، كما اخطأ في تفسير مبادرة السلام السعودية التي تبنتها القمة العربية في بيروت. واحتج الجانب السعودي لدى مكتب وزير الخارجية كولن باول الذي قال انهم لم يطلعوا على نسخة من المسودة فارسلها الجانب السعودي بالفاكس.
وحسب هذا المسؤول فانه عندما التقى ولي العهد بنائب الرئيس ديك تشيني يوم الاربعاء لم يكن بامكان فرقة مطافئ نيويورك ان تخفف من غضب الأمير عبد الله، حسب تعبير المسؤول، وطار تشيني في اليوم التالي قبل الامير عبد الله الى مزرعة بوش لتقديم تقرير عن الاجتماع الحاد. وقد لوحظ ان الاعلان عن المشروع السعودي لم يعلن في يوم لقاء الامير عبد الله وبوش الخميس، بل جاء الاعلان في اليوم التالي (اول من امس) على لسان اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض. وقالت مصادر من الجانبين ان الامير عبد الله في مباحثاته كان يحمل تفويضا من مصر والاردن الدولتين الصديقتين للولايات المتحدة، واشار الى ان عواقب دعم السياسات المتشددة لرئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون ستكون تصعيدا حادا للعنف.