الملك فهد: زيارة الأمير عبد الله لأميركا شرحت وجهة النظر السعودية والعربية عن معاناة الشعب الفلسطيني

بيريس يعترف: رفض طلب بوش يعرض علاقات إسرائيل للخطر.. فالعلاقات السعودية مصلحة أميركية * نتنياهو غاضب من انقلاب موقف واشنطن بعد زيارة ولي العهد السعودي ويهاجم شارون لقبوله رفع الحصار عن عرفات * قوات الاحتلال تجتاح الخليل

TT

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أمس، أن زيارة الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي للولايات المتحدة جاءت في اطار العلاقات الثنائية المميزة.

وقال الملك فهد خلال ترؤسه أمس جلسة مجلس الوزراء السعودي، إن هذه العلاقات المتميزة بين السعودية وأميركا تطلبت ضرورة التشاور بين البلدين حول مختلف القضايا ذات الصلة، خاصة أن الوضع في المنطقة يشهد حاليا تدهورا خطيرا بسبب السياسة العدوانية لاسرائيل التي ارتكبت خلالها جرائم لم يسبق لها مثيل في حق الشعب الفلسطيني، الامر الذي يتوجب معه شرح وجهة نظر السعودية والامة العربية ونقل واقع معاناة الشعب الفلسطيني بكل وضوح وصراحة للادارة الاميركية.

ووصل الأمير عبد الله بن عبد العزيز الى الدار البيضاء صباح امس بعد زيارة رسمية للولايات المتحدة حققت اختراقاً مهماً على صعيد موقف ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش من الوضع في الأراضي الفلسطينية، وأثمرت اتفاقاً برفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وانسحاب القوات الاسرائيلية من رام الله مقابل ان يتولى بريطانيون واميركيون حراسة الفلسطينيين الذين تتهمهم اسرائيل باغتيال وزير السياحة رحبعام زئيفي والذين كانوا محاصرين مع عرفات في مقره. وأثارت نتائج زيارة الأمير عبد الله ردود فعل واسعة دولية وعربية وداخل اسرائيل. فبينما رحبت روسيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول العربية بالنتائج خصوصاً على صعيد رفع الحصار عن عرفات وتهيئة الجو لخطوات لاحقة قد تؤدي الى اعادة اطلاق عملية السلام، فان دوائر اسرائيلية خصوصاً من صفوف اليمين عبرت عن غضبها للتحول الذي احدثته الزيارة. وعبر عن هذا الموقف رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو الذي اعتبر قبول ارييل شارون للصيغة بشأن رفع الحصار عن عرفات تنازلاً خطيراً. وتساءل نتنياهو في مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي: «السؤال الذي اجد صعوبة في الاجابة عنه هو لماذا لم يبعد عرفات الى المنفى؟ الآن سيعود عرفات الى غزة ويعامل كبطل».

من جانبه أقر شيمعون بيريس وزير الخارجية الاسرائيلي في اتصال هاتفي مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية بأن الضغوط من بوش على الحكومة الاسرائيلية كانت قوية بحيث لا يمكن تجاهلها. وقال بيريس: ان رفض طلب بوش كان سيعرض علاقات اسرائيل مع الولايات المتحدة للخطر. وأضاف: «ان الولايات المتحدة تشعر أيضاً ان اسرائيل يجب ان تراعي مصالح اميركا... ولنعترف بأن العلاقات (الأميركية) مع السعودية مهمة للمصلحة الأميركية».

وأصدر البيت الأبيض بياناً امس جاء فيه ان الرئيس بوش «يرحب بقرار الحكومة الاسرائيلية البناء الذي يسمح لعرفات بالتحرك بحرية الى أي مكان يريده، وكذلك يرحب بقبول اسرائيل ان يتولى المراقبون الدوليون (اميركيون وبريطانيون) حراسة الفلسطينيين الستة، المحاصرين مع عرفات، والذين تتهمهم اسرائيل بقتل وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي قبل بضعة أشهر، وكذلك يرحب الرئيس بوش بموافقة اسرائيل على سحب قواتها من رام الله».

وحسب الخطة التي اقترحها الرئيس بوش وبعث بها لرئيس الحكومة الاسرائيلية التي وافق عليها بعد جهود دبلوماسية هاتفية، تقوم السلطة الفلسطينية بنقل الأشخاص المطلوبين الى سجن فلسطيني في أريحا يتم حبسهم فيه تحت اشراف مراقبين اميركيين وبريطانيين وصل فريق متقدم منهم الى الضفة الغربية امس. وفي وقت لاحق مساء امس قال مسؤول فلسطيني حضر الاجتماع الفلسطيني مع الخبراء البريطانيين والاميركيين ان الاجتماع كان ايجابيا جدا وتم الاتفاق على نقل الاشخاص الستة الى سجن فلسطيني في اريحا.

واكد آري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض نقل المعتقلين الفلسطينيين الستة الى سجنهم الجديد في اريحا تحت حراسة دولية، ستتم في غضون يوم او يومين. وكان في مقدور الرئيس عرفات، مغادرة مقره المحاصر في رام الله فوراً بعد اعلان قبول اسرائيل اقتراح الرئيس بوش، لكنه يرفض المغادرة قبل اتمام عملية نقل المطلوبين الستة لاسرائيل المحاصرين معه الى سجن في مدينة اريحا، وذلك تحسباً لعملية اقتحام اسرائيلية للمقر لاختطافهم.

الى ذلك وبعد ساعات فقط من موافقة عرفات على اقتراح بوش، اجتاح المئات من جنود الاحتلال تساندهم الدبابات والطائرات، مدينة الخليل التي سلمت حتى فجر امس من عملية اعادة احتلال كاملة. وقتلت قوات الاحتلال في المدينة ما لا يقل عن 8 فلسطينيين من بينهم احد قادة كتائب شهداء الأقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح وجرح العشرات واعتقل اكثر من 200 آخرين.