عرفات يعطي أوامره لمنع العمليات الانتحارية والإمارات تنتقدها

شارون يصعد هجومه على السعودية وسعود الفيصل في القاهرة بعد دمشق * 16 قتيلا إسرائيليا في عملية ريشون لتسيون * منفذ عملية مجيدو كان يئن قائلا «جنين.. جنين»

TT

صعد رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون حملته ضد السعودية ومواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني. ودعا في مؤتمر صحافي في واشنطن مساء اول من امس السعودية الى وقف مساعداتها الانسانية للفلسطينيين التي زعم انها «دعم للارهاب وعائلات منفذي الهجمات الانتحارية»، معتبرا وقف هذه التحويلات المالية «شرطا» لمشاركة الرياض في مؤتمر سلام. الا ان السعودية رفضت امس اتهامات شارون واكدت عزمها على مواصلة تقديم المساعدات الانسانية الى الفلسطينيين. وفي دمشق، التي وصل اليها الأمير سعود الفيصل امس، قال وزير الخارجية السعودي، بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، انه وضع الأسد في صورة المحادثات التي أجراها ولي العهد السعودي، الأمير عبد الله بن عبد العزيز في واشنطن اخيراً.

ووصل الأمير سعود الفيصل الى القاهرة في وقت لاحق للإعداد لزيارة الأمير عبد الله المقرر ان تبدأ السبت، وللمشاركة في اجتماع تشاوري رباعي سيضم وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن ووزير التعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث اليوم بعدما تعذر عقد لجنة متابعة المبادرة العربية للسلام التي تضم 8 اعضاء.

ووضعت العملية الانتحارية التي نفذها فلسطيني في ملهى بمدينة ريشون لتسيون الليلة قبل الماضية الجهود المبذولة لإنهاء الهجوم الإسرائيلي على مناطق السلطة الفلسطينية، في مأزق جديد، حيث من المتوقع أن توجه إسرائيل ردا عسكريا قويا على العملية الجديدة التي قتل فيها 16 إسرائيليا وجرح 55 آخرون.

وأصيب أمس فلسطيني بجراح خطيرة لدى انفجار عبوة ناسفة كان يحملها قبل وصول هدفه في مدينة العفولة شمال إسرائيل، فيما سمع شهود عيان المصاب الذي يئن من الوجع لدى نقله إلى المستشفى وهو يقول «جنين.. جنين».

وأعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في خطاب موجه عبر التلفزيون الفلسطيني إدانته للعملية ووقف جميع العمليات العسكرية ضد المدنيين في إسرائيل، مجددا دعمه للحملة التي تقودها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ضد الإرهاب، وأكدت السلطة الفلسطينية هذا الموقف ببيان إدانة لعملية ريشون لتسيون وشككت في توقيتها.

من جهتها وجهت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس انتقادا شديدا لهذه العملية، وقالت ان منفذيها لم يفعلوا ذلك من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وإنما من أجل صورتهم الراديكالية. وقال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام والثقافة الإماراتي ان هذه العملية لن تفيد سوى المتطرفين داخل إسرائيل.

وقال مرافقون لرئيس الوزراء الاسرائيلي اثناء زيارته واشنطن ان عملية ريشون لتسيون «خلصت شارون من مأزق حقيقي».

وفي واشنطن عبر وزير الخارجية الأميركي كولن باول في تصريحات مشتركة مع نظيره البريطاني جاك سترو عن القلق من الحالة الراهنة وأكد ان الجهود ستتواصل، مشيراً الى اجتماع الرئيس بوش مع العاهل الأردني امس. وقال مكرراً التأكيد على ان اصلاح السلطة ومؤسساتها أمر حيوي، لكنه اضاف: ان هذا ليس شرطاً مسبقاً لبدء الحوار السياسي والمفاوضات السياسية.