السعودية لن تشارك في مؤتمر سلام لا تحضره سورية ولبنان

الأمير عبد الله يختتم جولته بمباحثات مع مبارك والفلسطينيون متفائلون بنتائج قمة شرم الشيخ الثلاثية

TT

وصل الامير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي، امس الى جدة بعد ان انهى سلسلة من الزيارات واللقاءات في المغرب والولايات المتحدة ومصر اختتمها صباح امس بقمة ثنائية مع الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ استكمالا للقمة الثلاثية التي جمعتهما اول من امس مع الرئيس السوري بشار الاسد في نفس المنتجع المصري. وسيطرت أجواء التفاؤل على الجانب الفلسطيني الذي حضر الى شرم الشيخ للاطلاع على مباحثات القمة الثلاثية وابلاغ الزعماء الثلاثة بالواقع الفلسطيني على الأرض.

ومنذ انتهاء القمة الثلاثية بين الأمير عبد الله والرئيسين مبارك والأسد في ساعة متأخرة من مساء اول من أمس وحتى مغادرة ولي العهد السعودي بعد ظهر أمس، تكثفت الاجتماعات الثنائية والثلاثية بين الجانبين المصري والسعودي وبينهما وبين مبعوثي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث والعقيد محمد دحلان مسؤول الامن الوقائي في قطاع غزة اللذين وصلا فجأة عصر اول من أمس الى شرم الشيخ بناء على طلب سعودي.

وقد شهدت هذه اللقاءات عرض المطالب الاميركية من السلطة الفلسطينية واستعراض رؤية مختلف الاطراف لسبل الخروج من المأزق الحالي في الاراضي الفلسطينية.

وفي الوقت الذي طلبت فيه الولايات المتحدة إعادة هيكلة السلطة على أن يكون عرفات رئيسا شرفيا لها ويتولى شؤونها الفعلية رئيس وزراء مع تجميع أجهزة الأمن الفلسطينية في قيادة مركزية برئاسة دحلان، قال شعث ان الادارة الاميركية ما زالت ترى في الرئيس ياسر عرفات قائدا للشعب الفلسطيني. وأعرب شعث، عقب اجتماع ضمه هو ودحلان مع كل من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي والأمير بندر بن سلطان سفير السعودية في واشنطن ووزير الخارجية المصري احمد ماهر، عن تفاؤله بالنسبة لتغيير محتمل في الموقف الاميركي تجاه النزاع في الشرق الأوسط.

وكانت القمة الثلاثية قد أصدرت بيانا ختاميا أكدت فيه تمسك العرب بالسلام ورفضهم للعنف في جميع اشكاله وان مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت هي الاساس لأي تحرك عربي في المرحلة المقبلة من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في اطار الشرعية الدولية ومرجعياتها التي أقرتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وشدد البيان الختامي للقمة على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن بارسال لجنة تقصي الحقائق حول المجازر التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية في جنين، وندد بكافة الانتهاكات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. وعلمت «الشرق الأوسط» ان خلافات سيطرت على القمة قبل ان تخرج في اللحظات الأخيرة بتوافقات على قضايا مهمة كانت محور المباحثات، مثل الموقف من العمليات الاستشهادية وكذلك الموقف من المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا إليه رئيس الحكومة الاسرائيلية. وأشارت مصادر الى ان ادانة البيان الختامي للعنف ووجهت برفض سوري استدعى تعديل الصياغة في اللحظات الأخيرة لتصبح «نبذ العنف بكافة أشكاله». أما قضية المؤتمر الدولي فقد حازت موافقة مشروطة، اذ تعهدت السعودية بعدم المشاركة في المؤتمر إلا بحضور سورية ولبنان، وكانت مصر قد أعلنت رفضها للأفكار الاسرائيلية بشأن عقد مؤتمر سلام دولي للشرق الاوسط.

وفي وقت لاحق امس وصفت اسرائيل اللهجة التي اعتمدتها قمة شرم الشيخ بـانها «مشجعة». وقال رعنان غيسين الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان «هذا النص مشجع وعلينا ان نرى كيف سيترجم عمليا. انه تقدم يمكن ان يجعلنا نقترب من العودة الى طاولة المفاوضات».