رغم الطوق الخانق الذي تضربه قوات الاحتلال الاسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها وبقية المدن الفلسطينية منذ اعلانها انتهاء حملة «السور الواقي» التي كان الهدف المعلن لها «قطع دابر الارهاب»، نجح فدائي فلسطيني يبلغ من العمر 19 سنة، في اختراق هذا الطوق وكذلك الخط الاخضر وتفجير نفسه في الحافلة رقم 830 التابعة لشركة «ايجد» التي كانت تكتظ بجنود الاحتلال. وقتل في هذه العملية ما لا يقل عن 17 اسرائيليا من بينهم 13 جنديا من الجيش النظامي وجرح ما لا يقل عن 50 اخرين جراح 10 منهم خطيرة. واعلنت «سرايا القدس» ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن العملية. وقالت في بيان لها ان مجموعة «الشهيد خالد زكارنة» هي التي نفذت العملية. وكشفت الحركة عن اسم منفذ العملية وهو حمزة السعودي.
وحسب المصادر الاسرائيلية فان الفدائي اخترق الحواجز الاسرائيلية في سيارة «رينو» اسرائيلية مسروقة تحمل لوحة ارقام سيارة اخرى مسروقة ووصل الى وادي عارة القريب وتتبع الحافلة التي كانت في طريقها من تل ابيب الى طبريا عبر الخضيرة والناصرة، وفجر نفسه فيها عند التصاقه بخزان الوقود لقتل اكبر عدد ممكن من جنود الاحتلال، وهي تقترب من مفترق سجن مجدو.
واحتفظت الحكومة الاسرائيلية بالرد المناسب. ولم يتأخر الرد الانتقامي كثيرا فقد زحف المئات من جنود الاحتلال تساندهم عشرات الدبابات وطائرات الهليكوبتر، نحو مدينة جنين التي لا تبعد سوى 7 كيلومترات عن موقع العملية، من ثلاثة محاور. وانتشر الجنود والدبابات في جميع أحياء المدينة خلال ساعات قليلة بينما قامت طائرات الاباتشي بقصف المدينة وأحياءها.
الى ذلك استعرض أمس الامير عبد الله بن عبد العزيز نائب خادم الحرمين الشريفين والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الوضع في منطقة الشرق الاوسط وفي مقدمته تطورات القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تقتيل وحصار وتدمير لمنشآته وانتهاك لاراضيه من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلية، اضافة الى الاوضاع في الوطن العربي.
وحضر المباحثات التي جرت في جدة من الجانب السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
وقال وزير الخارجية الأردني مروان المعشر لـ«الشرق الاوسط»، ان زيارة العاهل الاردني الى السعودية تأتي في ضوء التنسيق بينه وبين الامير عبد الله، وان الجانبين يعملان على تكوين رؤية متكاملة للمرحلة المقبلة من النزاع العربي الاسرائيلي في محاولة لحل هذا النزاع على أسس سليمة واعادة اطلاق عملية السلام.