أميركا وبريطانيا تشككان في دوافع تراجع العراق والأمم المتحدة تتحفظ

مناقشات الكونغرس تطرح الحاجة إلى «قوة سلام» أميركية بعد صدام * بغداد تتجاهل ذكرى الغزو لأول مرة

TT

لم يلق تراجع العراق اخيرا عن رفضه على مدى سنتين استقبال هانز بليكس رئيس لجنة الامم المتحدة للتحقق والرصد والتفتيش عن اسلحة الدمار الشامل العراقية ترحيبا من الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين شككتا بقوة في دوافع هذا القبول ولا من فرنسا التي ردت بحذر على المبادرة العراقية. وفي وقت لاحق امس اعلنت الأمم المتحدة ان طلب العراق اجراء محادثات في بغداد مع كبير المفتشين «مخالف» لقرارات مجلس الأمن وان اعضاء المجلس سيناقشون هذا الامر الاسبوع المقبل.

وقال مسؤول اميركي امس ان العراقيين «يعرفون تماما ما الذي نريده منهم»، مضيفا ان عليهم «السماح لمفتشي الامم المتحدة بالتحرك بحرية ومن دون عوائق».

وشكك هذا المسؤول في صدق نيات المسؤولين العراقيين معتبرا ان نظام صدام حسين معتاد على اصدار اعلانات حسن نية من دون تنفيذها. وختم قائلا «كم من مرة كتبوا رسائل ليقولوا انهم يريدون فعل هذا او ذاك؟ ما عليهم القيام به واضح. لقد اعتادوا على تقديم الامور كما لو ان فيها جديداً او اختراقاً ما».

وفي لندن ابدت الحكومة البريطانية شكوكا حيال دعوة بغداد لبليكس، مؤكدة ان الرئيس العراقي صدام حسين معتاد على المناورات والألاعيب ومساره التاريخي يؤكد انه لا يفي بالتزاماته».

أما فرنسا فردت بحذر على مبادرة الحكومة العراقية. واعلنت مساعدة المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ماري ماسدوبوي «اننا ندعم كل الجهود التي يمكن ان تؤدي الى احترام العراق لقرارات مجلس الامن الدولي». وانفردت روسيا بالترحيب بالمبادرة العراقية. من جانب اخر اظهرت المناقشات التي جرت اول من امس امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي ان القيام بعمل عسكري لإطاحة الرئيس العراقي صدام حسين يتطلب أيضا إرسال «قوة حفظ سلام» اميركية قوامها بين 75 و80 ألف جندي وتكاليف تتراوح بين 16 و20 مليار دولار سنويا لضمان استقرار الوضع في العراق. وعلى صعيد ذي صلة لم يحتفل العراق امس بذكرى غزوه الكويت قبل 12 عاما. وذكر ان السلطات الحكومية منعت الاحتفالات والاشارة الى الغزو في وسائل الاعلام منعا باتا. وهي المرة الاولى التي يحدث فيها ذلك.