لبنان: اتفاق «مبهم» بين الفصائل الفلسطينية والإسلاميين لحل مشكلة «مجموعة الضنية»

TT

لم تتوصل القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية في مخيم «عين الحلوة» الى اتفاق حاسم بشأن تسليم «مجموعة الضنية» الأصولية اللبنانية الى السلطات اللبنانية، حيث أعلنت هذه القوى التي اجتمعت مساء امس في منزل مسؤول ميليشيا حركة «فتح» في لبنان العقيد منير المقدح وبحضور «عصبة الانصار» عن اتفاق «مبهم» يقضي بازالة المظاهر المسلحة داخل المخيم والعمل على انهاء الوضع المتعلق بمجموعة الضنية وايجاد حل له على ارضية الحرص على الأمن الفلسطيني ـ اللبناني كما أكد المجتمعون على ان امن المخيم جزء من أمن لبنان.

وفي معلومات لـ«الشرق الأوسط» من مصادر شاركت في الاجتماع انه تم التوافق على تجريد هذه المجموعة من أسلحتها ووضعها في ما يشبه الاقامة الجبرية، وجعلها تحت وصاية القوى الاسلامية داخل المخيم، ومنعها من الظهور العلني والادلاء بأي تصاريح. كما جرى البحث في كيفية ترحيلها عن المخيم. إلا ان هذه المصادر أكدت ان كل هذه الاتفاقيات مرهونة بما سيجري على الأرض.

وقد شهد المخيم غروب امس حادثا فرديا اثر تلاسن وقع بين عنصر من «فتح» وآخر من سكان المخيم، الامر الذي اثار حالة من الذعر سرعان ما تراجعت بعد معرفة تفاصيل الحادث.

وفيما توارى «الاصوليون» اللبنانيون عن الانظار في حي الطوارئ بمخيم عين الحلوة الذي كانوا ينتشرون فيه الى جانب حماتهم في «جماعة النور» الاصولية الفلسطينية، كثفت «فتح» والكفاح المسلح دورياتهما في احياء المخيم. لكن الاجتماعات التي عقدت على اعلى المستويات بين الفصائل الفلسطينية لم تتوصل الى اتفاق حول تسليم «اصوليي الضنية» للسلطة اللبنانية والوسيلة التي ستعتمد لذلك.

وعقد «المجلس العسكري» لحركة «فتح» (هيئة تضم كبار القادة العسكريين في مخيمات لبنان) اجتماعاً طارئاً في عين الحلوة. وعلم ان المجتمعين بحثوا في كيفية التعاطي مع «المجموعات الاصولية التي تعبث بالامن» في المخيم، حسب قول مسؤول عسكري فتحاوي لـ«الشرق الأوسط».

وعلمت «الشرق الأوسط» ان الاجتماع انتهى الى التأكيد على ثلاث نقاط هي: ابقاء حالة الاستنفار قائمة في صفوف الوحدات العسكرية التابعة للحركة في عين الحلوة، وتوزيع المهام والمجموعات العسكرية لمنع اي اعتداء آخر وللبقاء في حالة الجهوزية لتنفيذ اية عملية عسكرية من جانب «فتح» في حال طلب منها ذلك، واخيراً ضرورة اجراء متابعة ومراقبة امنية لمجموعات الضنية في المخيم ورصد تحركاتهم ومراقبة اتصالاتهم.

وعصر امس اصدرت القوى الاسلامية في عين الحلوة التي تضم «عصبة الانصار» و«الحركة الاسلامية المجاهدة» بقيادة الشيخ جمال الخطاب و«انصار الله» بقيادة جمال سليمان (المنشق عن فتح) و«الجماعات الاسلامية ـ فلسطين»، بياناً انتقدت فيه بشكل صريح حركة «فتح» واتهمتها بعرقلة المساعي التي كانت تهدف لحل قضية الهجوم على الكفاح المسلح.