سعدات من سجنه لـ«الشرق الأوسط» : العمليات الاستشهادية تحتاج لمراجعة في حوار وطني

TT

لأول مرة دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تؤمن بالكفاح المسلح لطرد الاحتلال الإسرائيلي، إلى حوار فلسطيني داخلي حول أشكال النضال التي تخوضها الفصائل الفلسطينية ضد إسرائيل، خاصة العمليات الانتحارية وإخضاعها لرؤية نضالية موحدة.

جاء ذلك في حديث خاص أدلى به لـ«الشرق الأوسط» أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية من سجنه في أريحا، حيث سئل عن موقفه من الجدل الدائر في الساحة الفلسطينية حول العمليات الانتحارية ومطالبة البعض بوقفها، فأجاب أنه ليس من الحكمة تجريد الشعب الفلسطيني الاعزل الا من ارادته واستعداده غير المحدود للتضحية، من أي سلاح يمتلكه، في الوقت الذي تستخدم فيه إسرائيل كل اشكال العدوان ضده، لكنه قال ان موضوع «العمليات الاستشهادية» بحاجة إلى بحث من خلال حوار وطني شامل.

ونفى سعدات بشدة ما اعلنه ممثلو السلطة الفلسطينية من انه ابدى تفهما للاتفاق الذي توصلت اليه السلطة مع الولايات المتحدة وبريطانيا والقاضي بوضعه ورفاقه تحت حراسة اميركية ـ بريطانية، مؤكدا أنه لم يعلم بالاتفاق إلا قبل نقله إلى أريحا بوقت قليل، مشددا على رفض الاتفاق.

ويقبع سعدات في سجن خاص بأريحا في عزلة عن العالم الخارجي تحت إشراف أميركي ـ بريطاني مع رفاقه الاربعة، بالاضافة الى مدير المشتريات في السلطة الفلسطينية العميد فؤاد الشوبكي. وشدد سعدات على ان اعتقاله ورفاقه لا يخضع للولاية القانونية الفلسطينية، بل ان السلطة ملتزمة بمواصلة اعتقال الستة بحكم اتفاقها مع بريطانيا والولايات المتحدة على ذلك.

وفيما يتعلق باجراء انتخابات فلسطينية للرئاسة وللمجلس التشريعي في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وهل ستشارك الجبهة فيها، قال سعدات إن «هذا يتوقف على الشروط السياسية والقانونية لهذه الانتخابات، نحن نرى اجراء انتخابات للمجلس التشريعي كجزء من عملية شاملة يجب ان تشمل انتخاب مجلس وطني وبقية مؤسسات منظمة التحرير، هذا فقط الذي يجعلنا نتجاوز الاشتراطات السابقة التي قامت عليها اتفاقات اوسلو، وبذلك يتم تهيئة الاجواء لانتخابات حقيقية».