زوبعة ضد يوسف شاهين بسبب فيلم عن أحداث سبتمبر شارك فيه 11 مخرجا عالميا

المخرج المصري لـ«الشرق الأوسط»: إذا لم تعجبهم وجهة النظر العربية .. «يتفلقوا»

TT

«علشان أنا عربي». بهذه العبارة لخص المخرج المصري يوسف شاهين تبريره للنقد الذي تعرض له في صحيفة فرنسية واسعة الانتشار أخيرا، بسبب وجهة نظره لما حدث في سبتمبر (ايلول) الماضي في اميركا. وهو ما سنشاهده في فيلم اشترك في اخراجه احد عشر مخرجا عالميا، روى كل منهم رؤيته للحدث.

عنوان الفيلم «الساعة الحادية عشرة وتسع دقائق وثانية واحدة من يوم 11 سبتمبر». وهو من انتاج الفرنسي جاك بيران عن فكرة لألان بريجان الذي دعا المخرجين الى عمل افلام قصيرة عن الاحداث التي عصفت بأميركا وبالعالم، تشكل في مجموعها رؤية عالمية لتداعيات الحادي عشر من سبتمبر 2001. ومن المخرجين الذين ساهموا في الفيلم الاميركي شين بن والفرنسي كلود ليلوش والايرانية سميرة مخملباف والبريطاني كين لوتش والياباني شوهي ايمامورا والاسرائيلي عاموس جيتاي. ومن المقرر ان يعرض الفيلم في مهرجان البندقية في ايطاليا هذا الاسبوع.

والزوبعة التي يثيرها الفيلم ما زالت في مهدها، وبدأت قبل العرض الرسمي الأول له، لكن رياحها استهدفت يوسف شاهين بشكل خاص لأنه ربط ما حدث في نيويورك بما يحدث في فلسطين. وصور شاهين حوارا متخيلا مع شبح احد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في انفجار السفارة الاميركية في بيروت خلال الحرب هناك، ثم انتقل الى منزل اسرة فلسطينية يستعد احد ابنائها لعملية «استشهادية».

وبسبب هذه الرؤية اعتبرت مجلة «فارييتي» الاميركية التي تصدر في هوليوود ان الفيلم يتضمن «استفزازا معاديا لاميركا». كما نشرت صحيفة الأحد «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية مقالا هجوميا ضد مساهمة يوسف شاهين لأنه «يضع ضحايا الارهاب بموازاة الارهابيين». كما جاء في المقال الذي كتبته الصحافية اليهودية دانييل عطالي ان المخرج المصري «يجنح نحو العداء لاميركا» و«ان طروحاته تنطوي على ما يشبه التشفي وتخلو من التعاطف».

وفي حديث هاتفي مع شاهين الموجود في القاهرة، قال لـ«الشرق الأوسط» امس ان ما كتب في انتقاد مساهمته سببه «لأنني عربي، ولأن وجهة نظري ليست مثلهم. انهم يعتقدون ان الموضوع يدور حول برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك فقط. وانا اقول ان تفجيرات نيويورك ليست الكارثة الوحيدة الحاصلة في العالم. ان الفلسطينيين يتعرضون للارهاب، وهناك اهانة يومية واحتلال مستمر، ومن واجبي ان اكشف هذا». واضاف شاهين: «الصحافة الاميركية كلها تساءلت بعد الاحداث (لماذا؟) وقد حاولت ان ارد على هذا السؤال لأن مهمتي هي ان اعرض وجهة النظر العربية في فيلم يعرض وجهات نظر مخرجين من كل انحاء العالم. واذا كان ما قمت به لا يعجبهم يتفلقوا».

من جهته، قال المنتج ردا على من يطالب بحذف مساهمة يوسف شاهين في الفيلم «على كل حال لقد جازفنا بعمل هذا الفيلم ونتحمل المسؤولية، وليس واردا ان نتحول الى رقيب. ان لشاهين ثقافته الخاصة وهو ينتمي الى بلاد تلقت احداث الحادي عشر من سبتمبر بطريقتها الخاصة».