البنتاغون: عمليات عراقية نشطة لإخفاء الأسلحة

باول: لن نطالب برحيل صدام إذا نزع أسلحته * الرئيس العراقي يركز الحرس الجمهوري في بغداد

TT

صرح وزير الخارجية الاميركي كولن باول لشبكة «تي اف 1» التلفزيونية الفرنسية الليلة الماضية انه «اذا ما تعاون العراقيون ونزعوا اسلحتهم» فان واشنطن قد تتوقف عن المطالبة برحيل الرئيس العراقي صدام حسين. وقال «ان مبدأ تغيير النظام كان حتى الان نتيجة لرفض صدام التخلي عن اسلحة الدمار الشامل».

وفي غضون ذلك اجرى كبار المسؤولين في الادارة الاميركية محادثات امس مع كبير مفتشي الامم المتحدة هانس بليكس حول خطط واشنطن بشأن عمل مفتشيه في العراق وحذروا من ان عودة المفتشين غير مجدية في ظل القرارات القائمة ، اتهمت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بغداد بـ«العمل بنشاط» على اخفاء ترسانتها من اسلحة الدمار الشامل. في الوقت نفسه افادت تقارير بأن الرئيس العراقي صدام حسين أمر بتركيز اشد قوات الحرس الجمهوري ولاء له في وسط بغداد في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرا على قرب انهيار الحكم. وقالت المتحدثة باسم «البنتاغون»، فكتوريا كلارك ان لدى الوزارة معلومات عن قيام السلطات العراقية «بنشاط» في الفترة الاخيرة باخفاء اسلحة الدمار الشامل تحسبا لعودة المفتشين الذين التقى كبيرهم بليكس امس وزير الخارجية الاميركي كولن باول ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس. ورفضت كلارك الخوض في التفاصيل بدعوى ان المعلومات بهذا الشأن سرية. وقال مسؤول في الادارة الاميركية ان محادثات بليكس مع باول ورايس تركزت على ان اسلوب التفتيش القديم ثبت عدم جدواه وانه لا يمكن العمل به ولذلك فان من غير المفيد عودة المفتشين الى العراق قبل صدور قرار جديد صارم من مجلس الامن.

من جهة اخرى، استهل اكراد العراق افتتاح برلمانهم في اربيل، عاصمة الاقليم الكردي في شمال العراق الخارج عن سيطرة بغداد، امس برسالة تأييد من باول قال فيها «انني فخور لانكم من بين شركاء الولايات المتحدة في الحرب على الطغيان والظلم وانكم تشاركوننا رؤيتنا لمستقبل العراق... عراق ديمقراطي وتعددي وموحد لا مساس بوحدة اراضيه في ظل حكومة تحترم القانون».

وعلى صعيد التحضيرات العراقية للهجوم الاميركي المحتمل اشارت تقارير الى ان ان صدام حسين امر بتركيز اكثر وحدات الحرس الجمهوري ولاء له وسط بغداد والاخرى حول العاصمة لتقوم، على ما يبدو، بدور المراقب على القوات المسلحة العادية. ويقول مراقبون ان تركيز قوات الحرس الجمهوري في منطقة وسط بغداد ربما يعني اقتراب نهاية النظام فضلا عن كونه استعدادا لجر الاميركيين الى حرب المدن. وقال عراقيون قدموا الى عمان اخيرا إن الموظفين اجبروا على إعطاء وعود بعدم مغادرة مكاتبهم عند بداية القصف.

* خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»