«الشرق الأوسط» في بغداد: العراقيون مستسلمون لقدر الحرب

TT

لا يلاحظ زائر بغداد هذه الايام اي مبالاة ظاهرة للعراقيين بما يدور حول بلادهم واحتمال نشوب حرب جديدة لا بد انهم سيتضررون منها.

هذه اللامبالاة الظاهرة لا تعني ان العراقيين لا يفكرون في الحرب او لا يتوقعون شكلها ونتيجتها لكن حالهم المعيشي المتردي والضربات الاميركية المتواصلة منذ عقد من الزمان اوصلت الشعب الى حالة من القدرية السياسية بان ما سيحدث لا يمكن رده «اذا جاءت الحرب لا نستطيع ردها لذلك لا نحب الحديث في السياسة»، حسبما قالت عاملة في احد الفنادق.

وينقسم الشارع العراقي الى فئتين; الاولى تستبعد الضربة العسكرية مستندة الى الضجيج الدولي المناهض للتوجه الانجلو ـ اميركي وفئة تتوقعها معتبرة ان الولايات المتحدة لا تكترث باعتبارات القانون الدولي او الاخلاق لتنفيذ ضربتها.

والملاحظ ان الوضع التمويني في بغداد اصبح افضل مما كان عليه قبل عامين. وقد فاجأتنا احدى السيدات المتسوقات في منطقة الشورجة الشعبية بقولها انها لا ترغب في رفع الحصار عن العراق لانها ستخسر البطاقة التموينية التي تغطي كامل احتياجات أسرتها من السكر والرز والشاي والبقوليات والمنظفات والزيوت والدهون. العراقيون يعتزون ببلدهم لكنهم لا يستطيعون التعبير عن رأيهم بصراحة. اقوالهم لا تعكس بالضرورة مكنوناتهم، والباطنية السياسية سمة موجودة في التاريخ العراقي منذ القدم. لكنهم يحاولون الحياة رغم صعوبتها.