صرح رئيس الاستخبارات السعودية السابق الامير تركي الفيصل بأن زعيم تنظيم «القاعدة» المدبر الرئيسي لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) من العام الماضي اسامة بن لادن ما زال على قيد الحياة، وكشف ان اجهزة الاستخبارات في معظم دول العالم كانت عشية هجمات 11 سبتمبر من العام الماضي في حال «استعداد» تحسبا لعمل ارهابي لم يستطع احد تقدير حجمه او مكان وقوعه او زمانه او الطريقة التي كان سيقع بها.
جاء ذلك خلال مقابلة مع الأمير تركي الفيصل اجراها الزميل عبد الرحمن الراشد، رئيس تحرير «الشرق الأوسط» في اطار برنامج «ساعة سياسة» الذي بث «تلفزيون المستقبل» اللبناني الحلقة الاولى منه الليلة الماضية.
وقال رئيس الاستخبارات السعودية السابق الذي غادر منصبه قبل اقل من اسبوعين من هجمات 11 سبتمبر بعد نحو 25 عاما من الخدمة فيه «أثناء عملي في الاستخبارات العامة وخاصة السنة الأخيرة كانت هناك معلومات مستمرة تتوقع وقوع حدث ارهابي داخل اميركا او خارج اميركا.. ولم يحدد نوع العمل او مكان العمل او توقيت العمل، فعندما تركت كانت هناك، اذ صح التعبير، معرفة لدى الاجهزة الاستخبارية ليس فقط في السعودية ولكن في العالم كله بأن هناك عملا سيحدث في مكان ما، ولكن حجم العمل ومكان العمل ووقت العمل والطريقة التي نفذ بها.. هذه كلها كانت مفاجآت ليس لي انا فقط ولكن لزملائي السابقين في اجهزة الاستخبارات».
واعرب الامير تركي الفيصل عن اعتقاده ان اسامة بن لادن ما زال على قيد الحياة، وقال ردا على سؤال في هذا الخصوص «اعتقد انه حي.. اعتقد انه منتظر الوقت المناسب له (للظهور علنا).. سيعملها مفاجأة كما عمل امورا اخرى». واستنادا الى معلوماته قدر عدد من تبقى من الاعضاء العاملين في «القاعدة» بأنهم «اقل من 5 آلاف»، وأكد ان التنظيم «تعرض لضربة مميتة».
ونفى الامير تركي الفيصل ان تكون السعودية قد رفضت عرضا سودانيا بتسلم بن لادن من الخرطوم. وقال «الرئيس (السوداني عمر) البشير عرض على خادم الحرمين الشريفين وسمو الامير عبد الله تسليم بن لادن وجعل العرض مشروطا بشيء واحد هو ان لا يخضع بن لادن للمطالبة القانونية في المملكة العربية السعودية، فقيل مباشرة ان شرطك هذا غير مقبول».