بغداد تتهم المفتشين بالتجسس وتنتقد تفتيش قصر «السجود»

العراق يقدم الأحد كشف أسلحة لا يتضمن المواد المحظورة * باول ناقض بوش واعتبر بداية عمليات التفتيش جيدة

TT

فيما دخل مفتشو الاسلحة منشآت نووية وكيماوية وبيولوجية عراقية امس، اعلنت بغداد ان الكشف المنتظر منها تقديمه عما لديها من هذه الاسلحة بحلول الاحد المقبل لن يتضمن معلومات «عن مواد محظورة»، واتهمت في نفس الوقت المفتشين ضمنا بـ«العودة للتجسس». من ناحية ثانية، اشاد وزير الخارجية الاميركي كولن باول بـ«البداية الجيدة» لعمليات التفتيش، مناقضا بذلك رئيسه جورج بوش الذي وصف قبل ايام بداية هذه العمليات بأنها «غير مشجعة».

ودخل فريق من المفتشين صباح امس مجمع التويثة الذي تديره هيئة الطاقة النووية العراقية في سلمان بك على مسافة بضعة كيلومترات جنوب العاصمة وامضوا فيه خمس ساعات، فيما توجه فريق آخر الى منشأة المثنى قرب سامراء على بعد حوالي 150 كلم شمال بغداد وبقوا داخل المجمع، الذي يعتبر من اكثر مواقع البرنامج الكيماوي والبيولوجي العراقي سرية، قرابة اربع ساعات. وجاءت عمليات التفتيش امس غداة بيان لوزارة الخارجية العراقية انتقد تفتيش قصر السجود الرئاسي في بغداد اول من امس. ورددت وسائل الاعلام العراقية امس اصداء البيان وتساءلت صحيفة «الثورة»: «أهذه بداية لتصرفات سيئة تعيد اجواء العلاقة الى ما كانت عليه بين العراق وفرق التفتيش السابقة التي انتهت بالفشل في مهمتها». الى ذلك، قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان عمليات التفتيش عن الاسلحة في العراق حققت «بداية جيدة»، مناقضا بذلك تصريحات ادلى بها الرئيس بوش الاثنين الماضي شكك فيها في تعاون العراق. لكن باول أكد ان لا تناقض بين كلامه الآن وتصريحات بوش، وشدد على ان تصريحات رئيسه تتعلق «بالرسالتين» اللتين وجهتهما بغداد حتى الان الى الامم المتحدة وليس الى عمليات التفتيش التي انطلقت قبل اكثر من اسبوع.

الى ذلك، قال مسؤول اميركي كبير ان ادارة بوش حثت كبير مفتشي الامم المتحدة هانز بليكس على تكثيف عمليات التفتيش لتصيب الحكم العراقي «بالاجهاد» وتجعل من الصعب على الرئيس صدام حسين اخفاء قدرته. لكن المسؤول قال ان بليكس رفض التوصيات الاميركية. وفي تطور آخر ذي صلة، اجتمع زلماي خليل زاد، الذي عينه بوش اخيرا مبعوثا لدى المعارضة العراقية، مع قيادات هذه المعارضة في لندن واعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمرهم المرتقب في العاصمة البريطانية. وكان نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز ومساعد وزير الخارجية الاميركي مارك غروسمان قد التقيا ايضا قادة المعارضة الاثنين الماضي.