أميركا تطرح وضع العراق تحت وصاية دولية على غرار كوسوفو

الكويت تقدم شكوى للأمم المتحدة بسبب خطاب صدام * استعدادات للضربة بإطلاق مناورات في قطر اليوم

TT

في تحول مهم في سياسة واشنطن بدأت الادارة الاميركية تثير مع حلفاء اميركا فكرة وضع العراق بعد اطاحة صدام حسين تحت وصاية الامم المتحدة او تحت ادارة مدنية دولية على غرار كوسوفو، متخلية بذلك عن فكرة فرض حاكم عسكري اميركي.

وقال مسؤولون اميركيون إن الولايات المتحدة أصبحت أكثر اهتماما بتكرار نموذج الإدارة المدنية الدولية التي أنشئت في كوسوفو بعد سنة 1999 في العراق بدلا من الحكم العسكري المباشر الذي فرض على اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. واضافوا ان واشنطن تريد من مؤسسات ومصادر دولية أخرى المشاركة بالأعباء ـ والمنافع المحتملة ـ الناجمة عن التكفل بالمرحلة الانتقالية المعقدة والحساسة في العراق.

من ناحية ثانية، احتل الجنرال تومي فرانكس، قائد القيادة المركزية الاميركية صدارة المسرح في غرفة لادارة العمليات الحربية في قاعدة السيلية في قطر اول من امس لوضع اللمسات الاخيرة على مناورات «نظرة داخلية» لاختبار وسائل الاتصال الالكترونية لادارة المناورات الحربية التي تنطلق اليوم وتحاكي سيناريو الهجوم الاميركي المحتمل على العراق.

على صعيد آخر، تواصلت ردود الفعل الغاضبة في الكويت امس على خطاب الرئيس العراقي اول من امس. واكد مصدر كويتي مسؤول ان بلاده بعثت بمذكرة الى الامم المتحدة تتضمن شكوى رسمية حول ما ورد في الخطاب الذي قال المسؤول انه تضمن «تهديدا صارخا لسيادة الكويت وأمنها». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» ان ما ورد في الخطاب «يعتبر تجاوزا خطيرا لقرارات الامم المتحدة». ولوحظ ان الاجهزة الامنية الكويتية اقامت بعد الخطاب، الذي حث فيه صدام الكويتيين على مقاومة «الاحتلال الاجنبي» لبلادهم، نقاط تفتيش احترازية لضمان عدم القيام بأعمال تخريبية.

الى ذلك، اكد ناطق باسم المجلس الوطني العراقي (البرلمان) امس ان رسالة الرئيس العراقي كانت موجهة الى «الشعب في الكويت». ونقلت وكالة الانباء العراقية عن الناطق قوله ان «رسالة الرئيس واضحة ولا تحتاج الى تفسير وهي اساسا موجهة الى الشعب هناك، وليس الى أي مسؤول او عنوان من اولئك الذين قبلوا باحتلال الاجنبي للكويت او سكتوا عليه».

وفيما كان منتظرا ان تتسلم الامم المتحدة الليلة الماضية الكشف العراقي بالاسلحة، اعلنت بغداد ان الكشف لا يتضمن اية عناصر جديدة عن اسلحتها البيولوجية، وتحدت واشنطن ولندن لتقديم ما لديهما من ادلة ضدها. واعلن مستشار الرئيس العراقي للشؤون العلمية اللواء عامر السعدي امس ان العراق لم يكن قد وصل بعد الى مرحلة تجميع او اختبار قنبلة نووية قبل البدء ببرنامج نزع السلاح الذي فرضه المجتمع الدولي عليه عام 1991 .

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»