وثيقة بريطانية: سفير تنبأ بمد أصولي قبل 30 عاما

TT

تنبأ السفير البريطاني السابق جيمس كريغ في اوائل السبعينات بتصاعد المد الاسلامي في الشرق الاوسط الى درجة ان يحل التشدد الديني محل القومية العربية أو الماركسية، لجهة تحريك الشارع العربي. وكُشف عن التكهن الذي تم قبل أن ترى شبكة «القاعدة» النور بحوالي عقدين من الزمن، لدى إزاحة النقاب في بداية العام الحالي عن وثائق رسمية بريطانية سرية تعود الى 30 عاماً. وصار كريغ سفيراً لبريطانيا لدى السعودية أوائل الثمانينات، كما مثل بلاده في سورية. ويتجلى إحساس كريغ بأن التشدد الديني ينمو بإطراد نفوذاً وأهمية سياسية، في رسالة وجهها عام 1972 الى ممثلي بلاده في دول عربية عدة ونشرت أمس صحيفة «الاوبزرفر» البريطانية فقرات منها. وطلب في الرسالة التي رفع الحظر عنها قبل ايام من السفراء البريطانيين تزويد الوزارة بمعلومات عن نمو التشدد الديني في البلدان التي يعملون فيها. وجاءت الرسالة إثر زيارة عمل الى الاردن ولبنان قام بها الدبلوماسي الذي كان يعمل آنذاك في إدارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بالخارجية البريطانية. ونقل عن محدثيه في بيروت إشارتهم الى أن إخفاق الاحزاب القومية فتح الباب لعودة التشدد الديني بقوة لاسيما ان الدين صار الايديولوجيا الوحيدة التي تحظى بثقة المواطن العادي.

ويُشار الى ان السفير البريطاني لدى الاردن نفى في رده على رسالة كريغ وجود «علامة بعث إسلاموي في الضفة الغربية». كما أكد نظيره في لبنان عدم توقعه لبروز التيار الاسلامي «في المستقبل القريب»، علماً ان «حزب الله» و«حماس» ظهرا بقوة في كلا البلدين خلال الثمانينات. وكان السفير البريطاني لدى الجزائر ر. آ. بروز اكثر قدرة على التكهن من زميليه، إذ أوضح ان «من السهل العثور على علائم عودة الاهتمام بالاسلام» بين الجزائريين.