واشنطن تعتبر تنحي صدام بديلا للحرب وتلمح إلى عدم ملاحقته

الأمير عبد الله يبحث التطورات مع أبو الراغب ويتلقى رسالة من الأسد * صدام يعقد اجتماعا مع كبار مستشاريه

TT

فيما تكثفت الاتصالات والمشاورات الاقليمية امس بشأن سبل تجنب حرب اميركية ضد العراق لا سيما على ضوء المقترح التركي لعقد اجتماع بهذا الشأن وردت تكهنات بأنه قد يتضمن مناقشة مسألة تنحي الرئيس العراقي صدام حسين، اعتبرت واشنطن، على لسان عدد من كبار مسؤوليها، ان سيناريو التنحي سيجنب المنطقة الحرب وابدت استعدادها، لاول مرة، لعدم ملاحقة الرئيس العراقي وكبار مساعديه اذا غادروا العراق.

واستقبل الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي بمكتبه في الديوان الملكي بقصر اليمامة بالرياض امس رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب يرافقه وزير الخارجية مروان المعشر . وافادت وكالة الانباء السعودية بأنه جرى خلال الاستقبال بحث مجمل الاوضاع العربية والاسلامية والدولية الراهنة خصوصا تطورات الوضع العراقي والتهديدات بحرب محتملة. كما تلقى الامير عبد الله رسالة من الرئيس السوري بشار الاسد نقلها وزير الخارجية السوري فاروق الشرع خلال استقبال ولي العهد السعودي له.

الى ذلك، اعلنت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس امس ان التقرير الذي سيقدمه رئيسا فرق التفتيش الدولية لنزع اسلحة العراق هانس بليكس ومحمد البرادعي في 27 من الشهر الجاري، يعتبر «بداية المرحلة النهائية» للوضع في العراق. من جهته، قال وزير الخارجية الأميركية كولن باول في حديث مع تلفزيون «سي بي اس» الاميركي انه في حال كانت تجري محادثات مع دول عربية بشأن تنحي الرئيس العراقي «فانني اشجع صدام حسين على الاصغاء جيدا». وفي الوقت ذاته اعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد لشبكة «ايه بي سي» التلفزيونية الاميركية انه «من اجل تفادي حرب، سأوصي شخصيا باتخاذ اجراءات ترمي الى استفادة المسؤولين (العراقيين) وافراد عائلاتهم من الانتقال الى المنفى في بلد اخر». واضاف «اعتقد ان ذلك سيكون تسوية عادلة لتفادي حرب». وقال «اعتقد انه توجد فرصة على الاقل. ان الدول المجاورة تقوم حاليا بمحاولة تفادي حرب هناك عبر اقناعه بمغادرة البلاد. سيكون امرا جيدا للعالم اذا رحل». من ناحية ثانية، اعلنت القيادة المركزية الاميركية ان طائرات اميركية وبريطانية قصفت امس ثماني محطات للاتصالات العراقية تستخدم في الدفاعات الجوية بين الكوت والناصرية (جنوب).

من جهة اخرى، افادت وكالة الانباء العراقية ان صدام ترأس امس اجتماعا لكبار المسؤولين العسكريين، بمن فيهم نجله قصي. ونقلت الوكالة عن صدام قوله خلال الاجتماع ان «ما يهدد به الاعداء يتطلب مجيء مقاتلين على اقدامهم وهنا يبدأ الحسم فأهل الدار اعرف بدارهم واكثر قدرة على صد عدوان من يأتون عبر البحار ليعتدوا على الاخرين وهنا تكمن النقطة الحاسمة».