باول يلمح لمحاصرة بغداد .. ومسعى أردني لقرار دولي بمنفى آمن لصدام و50 من مساعديه

الملك فهد والأمير عبد الله: نسعى لتجنيب العراق والمنطقة مخاطر الحرب * العراق يعتبر نبأ هروب مساعد عدي جزءا من الحملات ضده * ألمانيا تفتح أجواءها للقوات الأميركية

TT

باريس: ميشال أبو نجم ـ بروكسل: عبد الله مصطفى ـ منى ـ لندن: «الشرق الأوسط» والوكالات: قال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز والأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي «إن السعودية لا تألو جهداً ولا تدخر وسعاً في سبيل تجنيب العراق وشعبه الشقيق خاصة والمنطقة عامة مخاطر الحرب وويلاتها وآثارها، ونأمل ان تفلح الجهود التي تسعى لانهاء هذه الأزمة بالطرق السلمية ويسود منطق العقل ويعلو مبدأ الحوار البناء بحيث يمكن إنهاء الخلافات بالطرق السلمية».

وأوضح الملك فهد والأمير عبد الله في كلمة وجهاها امس الى حجاج بيت الله الحرام بمناسبة موسم حج هذا العام أنه من هذه المنطلقات الواضحة تتفاعل السعودية مع قضايا المسلمين وتهتم بمشاكلهم وتعمل دائبة للمساهمة في حلها. وأشارا الى أن «أبرز الأدلة على ثبات هذا الموقف واستمراره هو موقفنا من القضية الفلسطينية».

الى ذلك كشف مسؤولون على مستوى عال في الحكومة الاردنية ان الاردن يسعى لاقناع الولايات المتحدة بتبني مشروع عرض مكان آمن في دولة عربية على الرئيس العراقي صدام حسين ونحو 50 من كبار مساعديه في حال تنحيهم عن السلطة. وقال المسؤولون الاردنيون انهم يسعون لان يتم تضمين هذه الفكرة في اي قرار جديد لمجلس الامن يصدر حول العراق.

ورغم ان المسؤولين الذين طلبوا عدم ذكر اسمائهم، قالوا انهم يتوقعون ان يرفض صدام الفكرة الا انه اذا رفض عرضاً رسمياً بالمنفى من مجلس الامن، فإنه سيعزل نفسه عن بقية القادة العراقيين ويزيد بالتالي من فرص حدوث تحرك من جانب القيادات الاخرى لقتله او الإطاحة به.

وقال كولن باول وزير الخارجية الاميركي في شهادة امام لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الاميركي امس ان بلاده مستعدة لبحث موضوع منح الرئيس العراقي صدام حسين حق اللجوء السياسي كوسيلة لتلافي الحرب على العراق، وأضاف ان هذا الخيار له عدة ايجابيات، وانه يجب ان تلعب الامم المتحدة دورا اساسيا في هذا الموضوع. واكد ان صدام حسين هو مصدر وأساس المشكلة ولا بد من رحيله، ليجري بعد ذلك الى اعادة بناء العراق واستعادة الشعب العراقي لحريته.

وتحدث باول لأول مرة عن احتمالات «محاصرة» العاصمة بغداد في حالة الحرب، من دون ان يعطي مع ذلك اي تقديرات حول العدد الممكن للضحايا.

وأعلن ان خبراء وزارة الدفاع (البنتاغون) المكلفين تحضير عملية عسكرية سيعملون بطريقة «تقلل قدر الممكن عدد الضحايا الاميركيين والمدنيين». لكنه اضاف ان الحصيلة «ستكون رهنا بمقاومة القوات العراقية. قد تنهار (هذه القوات) بسرعة لكن النزاع قد يكون ايضا طويل الامد ولا سيما اذا ما كان علينا ان نواجه وضع محاصرة بغداد».

في تطور آخر ذي صلة ورغم اعتراض المانيا مع فرنسا وبلجيكا الاثنين الماضي على المطالب الاميركية من «الناتو»، اعلن المستشار الألماني غيرهارد شرودر عن استعداد بلاده لوضع أراضيها وأجوائها تحت تصرف القوات الأميركية والبريطانية في حالة بدء الحرب ضد العراق سواء جرت هذه الحرب بتفويض من الأمم المتحدة أو بدونه. وفي دمشق قالت مصادر عراقية معارضة امس ان احد مساعدي عدي صدام حسين، النجل الأكبر للرئيس العراقي، انشق على السلطة ويرجح انه لجأ الى احدى السفارات الغربية في بيروت حيث اختفى منذ عدة أيام.

وقال نوري التميمي الملحق الصحافي في السفارة العراقية في بيروت ان التقارير التي تتحدث عن انشقاق شعبان «غير صحيحة». وأضاف «ان هذه التقارير جزء من الحملة ضد العراق».