دبلوماسية المقابلات التلفزيونية تسخن الجبهة الأميركية ـ العراقية

بوش يرفض عرض صدام بمناظرة على الهواء * بليكس: بغداد أبلغتنا العثور على 100 وثيقة وقنبلة كيماوية

TT

لم تفلح دبلوماسية المقابلات التلفزيونية في التخفيف من اجواء التوتر المتصاعد بين بغداد وواشنطن، بل انها بدت امس تدفع باتجاه المزيد من التصعيد برفض البيت الابيض عرض الرئيس العراقي صدام حسين عبر شبكة التلفزيون الاميركية «سي.بي.اس» اجراء مناظرة تلفزيونية على الهواء مباشرة مع الرئيس الاميركي جورج بوش، واعلان الشبكة نفسها ان السلطات العراقية عطلت بث المقابلة التي اجرتها مع الرئيس صدام حسين.

وقالت «سي بي اس» على موقعها في الانترنت «كان يفترض ان يتم بث مقاطع من هذه المقابلة صباح اليوم (امس) ولكن التلفزيون العراقي احتجز الاشرطة اثناء ترجمتها». واوضحت الشبكة انها كانت تنوي بث المقاطع الاولى من المقابلة في نشرتها المسائية امس. وهذه المقابلة التي اجراها اول من امس الصحافي الاميركي دان راذر هي الاولى التي يمنحها الرئيس العراقي لصحافي اميركي منذ عشر سنوات.

وقد رفض البيت الابيض امس عرض صدام حسين واعتبره «غير جاد»، فيما نقل عن زوار التقوا الرئيس العراقي اخيرا قوله انه يرغب في التعاون الكامل مع مفتشي الاسلحة الدوليين لكنه لا يرى نتيجة لذلك وانه على قناعة بان هذا التعاون لن يحول دون شن الحرب على بغداد.

وقال صدام لبوش في المقابلة «الحرب ليست مزحة.. هذه فرصتك لاقناع العالم». ونفى صدام ان تكون صواريخ «الصمود 2» العراقية تنتهك قرارات مجلس الامن، رافضا التعهد بتدميرها ابتداء من مطلع الشهر المقبل كما طلب كبير مفتشي الامم المتحدة هانز بليكس. ورفض اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض عرض المناظرة قائلا انه «ليس بيانا جادا». وأضاف: ان الجزء الجدير بالاهتمام في المقابلة هو رفض صدام فيما يبدو تدمير صواريخ الصمود. وفي نيويورك قال مسؤولون في الامم المتحدة انهم يتوقعون من العراق ان يمتثل لطلب تدمير تلك الصواريخ، مؤكدين انه ليس هناك ما يمكن التحدث بشأنه مع العراق في هذا الصدد، لكن رئيس لجنة المفتشين بليكس اعلن امس ان مفتشي الامم المتحدة لم يحصلوا بعد على رد رسمي من بغداد حول مطلبهم تدمير صواريخ الصمود ـ 2، وقال للصحافيين في نيويورك «لا نزال ننتظر. لم نتلق ردا رسميا من جانب العراقيين»، لكنه افاد ايضا بان العراق ابلغ المفتشين بعثوره على نحو 100 وثيقة تتعلق بتخلصه من اسلحة الدمار الشامل في عام 1991 وعلى قنبلة من نوع «آر 400» تحتوي على سائل في منطقة تخلص فيها العراق من اسلحة كيماوية في الماضي.

وخرج وزير العدل الاميركي السابق رامزي كلارك الذي قابل الرئيس العراقي بانطباع مماثل لما خرج به رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف، فقد افاد كلارك بان صدام سوف يقوم بكل ما في استطاعته لتفادي نشوب الحرب. وقال ان صدام بدا مسترخيا على نحو لافت، ولكنه أضاف ان صدام مقتنع بانه لن يستطيع ان يفعل أي شيء لمنع وقوع الحرب لان الرئيس الاميركي جورج بوش اتخذ قراره بالفعل.