اصدر المجلس الطبي السوداني امس قراراً بحظر كافة أنواع ختان الاناث في جميع أنحاء البلاد. واعتبر المجلس في ختام احتفالات للجمعيات النسوية بيوم المرأة العالمي ان ختان النساء يترتب عليه اضرار بالغة وأذى نفسي وطبي يصل الى درجة الوفاة. وقالت ناشطات حضرن الاحتفالات ان المجلس توصل الى هذه القناعة بعد دراسة مكثفة ومشاورات واسعة مع رجال الدين وعلماء الفقه ورجال الطب والقانون. وطبقاً للوائح المجلس تعد ممارسة العادة عقب صدور هذا القرار انتهاكاً للقوانين التي تضبط العمل الطبي ويتعرض كل من يمارسها الى عقوبات تصل الى حد الشطب من السجل الطبي. وتعد هذه العادة احدى قضايا الخلاف والانقسام العميقة في المجتمع الشمالي بالسودان، حيث يرى عدد من الأطباء بسند من رجال دين أن ختان الاناث من السنة ولا تترتب عليه أضرار صحية بينما يرى جمهور من علماء الدين والأطباء وجمعيات نسوية وناشطين في مجال حقوق الانسان وسياسيين بارزين أن الأحاديث النبوية الواردة في هذا الشأن ضعيفة وأحادية وأن النتائج العضوية والنفسية الناتجة عنها ضارة للغاية.
وكانت القوانين الجنائية منذ عام 1925 وحتى 1973 تجرم ما يسمى بالخفاض الفرعوني الذي يمارس في شمال السودان وعدد من الدول الأفريقية. وفي عام 1983 استن الرئيس السابق جعفر نميري قوانين الشريعة وسقطت النصوص التي تتحدث عن الخفاض أو الختان، وعندما أثارت التجمعات النسائية هذا التجاهل ذكر قانونيون أن مادة القصاص كافية لمحاسبة الذين يمارسون هذه العادة، كذلك تجاهلت القوانين الجنائية لعام 1991 الاشارة الى هذه القضية.