بدء الاجتياح البري والقوات الأميركية تحتل ميناء أم قصر * صواريخ العراق أدخلت الكويت الحرب وبغداد تؤكد نجاة أسرة صدام

العراق يعلن إسقاط هليكوبتر أميركية * حرائق نفطية في الشمال والجنوب * مقتل سائق أردني بالقصف الأميركي على طريق بغداد ـ عمان

TT

الدوحة ـ انقرة ـ لندن: «الشرق الأوسط» والوكالات: بدأ الليلة الماضية الاجتياح البري للعراق بمشاركة قوات مشاة البحرية الاميركية «المارينز» وقوات بريطانية في الوقت الذي تعرضت فيه بغداد للمزيد من الهجمات بصواريخ كروز بعد الموجة الاولى فجر امس التي قال مسؤولون اميركيون انهم رصدوا مؤشرات على انها «شلت» الرئيس العراقي صدام حسين. وبدأ الهجوم البري اثر اشتباكات بين القوات الكويتية والعراقية تفجرت بدورها بعد اطلاق العراق صواريخ «سكود» على الكويت. كما سبق الاجتياح البري قصف اميركي مكثف بالمدفعية الثقيلة للمواقع العراقية.

واحتلت القوات الاميركية والبريطانية ميناء ام قصر العراقي وصفوان. فيما اشارت تقارير اخرى الى ان جنودا عراقيين، كانوا يزرعون ألغاما، استسلموا للقوات الاميركية. وقال مصدر عسكري بريطاني ان «الهجوم البري الرئيسي بدأ.. القوات البريطانية مشاركة في الهجوم». وفي الوقت نفسه ضربت صواريخ كروز مواقع في الكرخ (الجانب الغربي من دجلة) حيث يوجد قصران لصدام ومقر الاستخبارات العراقية. وسمع دوي انفجارات قوية في المنطقة وشوهدت اعمدة الدخان ترتفع منها. وورد ان احد الاهداف المستهدفة عائد لوزارة التخطيط ويقع في منطقة توصف بـ«الرئاسية». واعلنت اذاعة بغداد الرسمية ان صواريخ سقطت على بغداد مساء امس استهدفت سكن اسرة الرئيس العراقي صدام حسين لا سيما منازل نجله الاكبر وبناته الثلاث، غير ان ايا منهم لم يصب بأذى.

الى ذلك، ذكرت شبكة التلفزيون الاميركية «سي. ان. ان» مساء امس ان تسعة صواريخ عراقية اطلقت على القوات الاميركية والبريطانية المحتشدة على الحدود العراقية ـ الكويتية وانفجرت قرب مواقعها. وقال مراسل الشبكة الاميركية الذي كان موجودا قرب المنطقة المنزوعة السلاح بين العراق والكويت انه شعر بالارض تهتز تحت قدميه بفعل الانفجارات. وكان الناطق باسم الجيش الكويتي العقيد يوسف الملا قد اعلن في وقت سابق امس ان العراق أطلق صاروخين من طراز «سكود» في اتجاه الكويت، تم التصدي لأحدهما بصواريخ من طراز «باتريوت»، في حين سقط الصاروخ الاخر في مناطق صحراوية غير مأهولة في الشمال. من ناحية ثانية، قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد امس ان العراقيين قد يكونون اضرموا النار «في 3 الى 4 آبار نفط». واوضح رامسفيلد خلال مؤتمر صحافي عقده في البنتاغون «لقد اطلعت على معلومات ومؤشرات من اشخاص ان النظام العراقي قد يكون اضرم النار في ثلاث او اربع ابار نفط في الجنوب». وكانت شبكة تلفزيون «فوكس نيوز» قد افادت في وقت سابق امس بأن النيران كانت تشتعل في ابار نفطية خارج مدينة البصرة. وشوهد في منطقة كركوك شمال العراق من الخطوط الكردية في جمجمال حريق في حقول نفطية مساء امس. فقد غطت سحابة من الدخان القطاع الواقع على بعد اقل من 40 كيلومترا شرق منطقة كركوك الغنية بالنفط.

من جهة اخرى، قال رامسفيلد ان ايام نظام الرئيس العراقي صدام حسين «معدودة»، مضيفا «لا نزال نشعر ان لا حاجة لنزاع اوسع في حال تصرف المسؤولون العراقيون لانقاذ انفسهم وتجنب وقوع هذا النزاع». واضاف ان «قوات التحالف ضربت مجمعا للقيادة العراقية مساء امس». واوضح «تقييم الضرر الذي الحق بهذا المجمع لا يزال قائما. هذه كانت اول ضربة لكنها لن تكون الاخيرة على الارجح». من جهته، قال المتحدث باسم البيت الابيض ان قتل الرئيس العراقي «هدف مشروع» وقد يحد من اتساع نطاق الحرب. واكد مسؤول رفيع في «البنتاغون» ان اول اهداف المرحلة الاولى من الحرب هو القضاء على صدام ونجليه، عدي وقصي. وتركزت الغارات الجوية والضربات الصاروخية على ثلاثة مواقع في بغداد اضافة الى مواقع اخرى متفرقة من العراق وخاصة في الرطبة والانبار (غرب) حيث تم استهداف محطة تلفزيون ومخازن للجمارك. ولوحظت السنة اللهب وسحب الدخان في موقع قرب نصب الجندي المجهول الواقع قبالة اللجنة الاولمبية العراقية (شرق بغداد) وقرب معسكر الرشيد جنوبا بينما سقط صاروخ على بناية سكنية في منطقة الدورة، حيث يعتقد ان لعدي صدام حسين قصرا، وسقطت صواريخ اخرى على مزارع في نفس المنطقة. واكدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس سقوط قتيل (سائق أردني على طريق بغداد ـ عمان ) و14 جريحا في الغارات. وفي وقت لاحق الليلة الماضية نقل التلفزيون العراقي عن متحدث عسكري قوله ان الدفاعات العراقية اسقطت طائرة هليكوبتر اميركية من دون تحديد المكان. وكان قد افيد بان 62 طائرة هليكوبتر غادرت السفينة الاميركية «تاروا» المرابطة في الخليج متجهة نحو الكويت خلال الثماني وأربعين ساعة الماضية.