الغارات الأميركية تدك بغداد وتقصف الموصل وكركوك ومعركة الناصرية تعزل البصرة.. العراق يهدد: جنودكم لن يخرجوا أحياء

قتلى في اليمن ومصابون في مصر وصدامات في مظاهرات المنامة ضد الحرب * سقوط أول الضحايا الأميركيين والبريطانيين * صاروخ يصيب مصفاة إيرانية

TT

فيما دخلت الحرب التي تقودها اميركا ضد العراق ما تصفه وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بـ«مرحلة الصدمة والزلزال» امس بغارات عنيفة تدك بغداد وباحتلال مطارين في غرب البلاد، عززت القوات البريطانية سيطرتها على شبه جزيرة الفاو وتهيأت للزحف نحو البصرة في الوقت الذي توغلت فيه القوات الاميركية 100 كيلومتر شمالا وبلغت اطراف مدينة الناصرية في طريقها الى بغداد.

وبدأت حملة القصف الجوي الرئيسية على بغداد في الساعة التاسعة من مساء امس بتوقيت العراق واستهدفت ثمانية مواقع منها قصور رئاسية ومقرات لأجهزة الأمن والاستخبارات في بغداد. كما شمل القصف اهدافا في الموصل في حين سمع دوي انفجارات في كركوك. من جهته، توقع رئيس هيئة الأركان الأميركي ريتشارد مايرز السيطرة على الحقول النفطية قرب البصرة الليلة الماضية.

في الوقت نفسه واصلت القوات الأميركية تقدمها شمالا بهدف عزل البصرة ومن ثم الزحف نحو بغداد التي توقع مسؤولون بلوغ مشارفها في ثلاثة او اربعة ايام. وقال وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد ان النظام العراقي بدأ يفقد سيطرته وانه «سيصبح في غياهب التاريخ».

واعلن رئيس هيئة اركان الجيوش البريطانية الاميرال مايكل بويس امس ان طلائع القوات الاميركية ـ البريطانية باتت «في ضواحي البصرة». واضاف ان مدينة ام قصر سقطت بايدي القوات الحليفة، الامر الذي سيتيح ارسال المساعدات الانسانية «خلال الايام المقبلة». واشارت مصادر عسكرية الى استسلام مئات الجنود العراقيين للقوات الاميركية والبريطانية. وفي تطور جديد أعلن مصدر حكومي ايراني ان مستودعا لمصفاة نفطية بجنوب غربي ايران اصيب بصاروخ.

الى ذلك، اكد وزير الداخلية العراقي محمود زياد الاحمد امس ان بغداد ستكون «محرقة» للقوات الاميركية البريطانية التي تحاول اقتحامها. وقال في مؤتمر صحافي في بغداد «كيف يستطيعون ان يدخلوا اسوار بغداد. ستكون محرقة لهم .. لن يخرجوا احياء». واضاف وهو يحمل رشاشه بيده «سنقتلهم في ارض العراق». من جهته، قال متحدث عسكري عراقي انه تمت اصابة طائرة بصاروخ عراقي امس ، الا ان اللفتنانت كولونيل ديف لابان المتحدث باسم (البنتاغون) قال «ليس لدينا تقارير بشأن مثل هذا الحادث».

من جهة اخرى، اصبح عنصران من «المارينز» اول ضحايا للنيران العراقية امس. الى ذلك، قال متحدث عسكري بريطاني ان ثمانية جنود بريطانيين واربعة اميركيين قتلوا في حادث طائرة هليكوبتر اميركية في الكويت امس. وأكد الرئيس الاميركي جورج بوش لدى اجتماعه بزعماء الكونغرس امس ان الحملة في العراق «تحرز تقدما». من جهته، اعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس ان فرنسا ستعارض اي قرار يمنح واشنطن ولندن سلطة ادارة العراق. واضاف شيراك «لن تقبل فرنسا قرارا يجيز التدخل العسكري ويعطي الولايات المتحدة وبريطانيا سلطات ادارية في العراق».

وتناثرت امس شظايا صاروخ عراقي في محافظة الجهراء الكويتية، وهو اول صاروخ يقترب من المناطق السكنية منذ ان بدأ العراق باطلاق صواريخ باتجاه الكويت اول من امس. وشهدت امس عواصم ومدن عربية وعالمية مظاهرات واحتجاجات شعبية واسعة على الحرب، لم يخل الكثير منها من احتكاكات بين الشرطة والمتظاهرين، ففي صنعاء قتل 3 متظاهرين وشرطي، واصيب عشرات اخرون بجروح في مواجهات قرب السفارة الاميركية، لدى اصطدام قوات الامن بآلاف المتظاهرين. و شهدت معظم المدن المصرية مظاهرات خرجت من المساجد عقب صلاة الجمعة، واصيب 40 متظاهرا باصابات متفرقة في مصادمات مع الشرطة بميدان التحرير، حيث احتشد نحو 50 ألف متظاهر على بعد أمتار قليلة من السفارة الاميركية. وفي المنامة اطلقت قوات مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق حوالي 2500 شخص كانوا يحاولون التظاهر قرب السفارة الاميركية.