القوات الأميركية تعبر الفرات إلى سماوة وقتال على مشارف البصرة واحتلال الناصرية * بغداد تشعل خنادقها النفطية وتغرق في الظلام وتطالب الأمم المتحدة بوقف الغزو

سعود الفيصل يدعو صدام إلى التفكير في تضحيات من أجل بلده * بوش: الحرب قد تكون أصعب وأطول * الحديثي في دمشق بشكل مفاجئ

TT

الكويت: سلوى السعيد ـ دمشق: رزوق الغاوي: بينما طلب العراق رسميا من مجلس الأمن الدولي أمس وقف «الغزو» الأميركي ـ البريطاني وسحب القوات المهاجمة، اتسعت امس الهجمات الجوية والصاروخية لتشمل المزيد من مراكز السلطة والقيادة الرئيسية في العاصمة بغداد والمدن والمناطق الاخرى. واعلنت القوات الاميركية الموجودة داخل العراق عن سقوط مدينة الناصرية التي تقع على بعد حوالي 180 كلم شمال شرقي الحدود الكويتية في منتصف الطريق الى العاصمة العراقية. وهي تشكل معبرا استراتيجيا على نهر الفرات الذي قال الاميركيون انهم كانوا امس يتقدمون على ضفته الغربية.

وتعرضت بغداد امس الى هجمات جوية وصاروخية قوية شبيهة بتلك التي شهدتها الليلة قبل الماضية. وفي محاولة للتخفيف من هذه الهجمات، في ما يبدو، اشعلت السلطات في العاصمة العراقية النار في الخنادق المليئة بالنفط التي كانت قد اعدت لتكون خط الدفاع الاخير عن بغداد. وفي الوقت الذي هزت انفجارات جديدة بغداد قبل وقت قصير من منتصف ليل امس سمعت اصوات انفجارات ونيران مضادة للطائرات حول الموصل. وغرقت اجزاء كبيرة من بغداد في الظلام بعد انقطاع الكهرباء. من جهة اخرى افادت تقارير بأن القوات الاميركية عبرت نهر الفرات من قرب الناصرية ووصلت الى سماوة بعد ان سيطرت على قاعدة طليل الجوية بما يسهل على القوات التقدم بسرعة الى بغداد. وتفادت القوات الاميركية الدخول الى مراكز المدن في البصرة والناصرية. واعلن في بغداد مقتل احد اعضاء قيادة حزب البعث في مواجهة مع القوات الاميركية في صحراء النجف.

ورغم المعارك امس على مشارف البصرة اعلن الجنرال تومي فرانكس القائد الاميركي للحرب ان القوات الاميركية والبريطانية لا تنوي «دخول المدينة» و«اثارة مواجهات فيها». وقال ضابط اميركي ان قوات المارينز «ألحقت هزيمة» بقوات عراقية على مشارف مدينة البصرة وان «هناك الكثير من الاسرى.. استطيع ان اقول انهم بالمئات»، مشيرا الى ان ثلاثة من مشاة البحرية اصيبوا بجروح في المعركة.

ونفى وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف كل هذه المعلومات وقال ان الجيش العراقي الحق «خسائر فادحة» بالقوات الاميركية والبريطانية. وأفاد التلفزيون العراقي بأن الرئيس العراقي صدام حسين رأس اجتماعا لكبار المسؤولين امس، وقال انه راض عن اداء الجنود العراقيين الذين يتصدون لغزو اميركي ـ بريطاني.

وفي واشنطن درس الرئيس الاميركي جورج بوش امس احدث تقارير القتال، وحذر الاميركيين من ان الحرب «قد تستمر وقتا اطول وتكون اكثر صعوبة» مما يعتقد البعض.

في تطور اخر وصل الى دمشق بشكل مفاجىء امس وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي.

الى ذلك اعلن هوشيار زيباري المسؤول في الحزب الديمقراطي الكردستاني امس ان جبهة شمال العراق «ستفتح قريبا». واعلن زيباري ايضا ان الادارة الاميركية تخلت عن فكرة تعيين حاكم عسكري اميركي في العراق. من ناحية اخرى ذكرت الأنباء في الكويت أن صاروخين سقطا في الكويت مساء أمس.

وحث وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الولايات المتحدة والعراق امس على وقف الحرب. وقال «اوقفوا الحرب.. فلنجلس.. فلنأخذ فسحة من الوقت بعد ما رأيناه.. فلنفسح المجال للعمل الدبلوماسي.. تلك هي الرسالة التي نود ارسالها الى الجانبين». وتابع ان الرئيس العراقي صدام حسين يعرف الآن ما يتعرض له بلده. اذا كان يطلب من العراقيين ان يضحوا بحياتهم... فربما يجب ان يبدأ ايضا التفكير في التضحيات التي يمكن ان يقدمها من اجل بلده.