بغداد تخير قوات الحلفاء بين الاستسلام أو «مواجهة محرقة» * معارك ضارية مع الحرس الجمهوري و«حظر تجول»بغرب العراق

قصف ليلي شديد في بغداد ومقتل 6 وجرح العشرات بحي شعبي * القوات الأميركية تطارد «علي الكيماوي» * صدام يرأس اجتماعا يظهر فيه عدي

TT

لندن ـ «الشرق الأوسط» والوكالات: استمرت المعارك بين القوات الاميركية والبريطانية من جهة والقوات العراقية من الحرس الجمهوري و«فدائيي صدام» ومسلحي حزب البعث الحاكم من جهة اخرى في وسط وجنوب العراق فيما تواصلت الغارات على بغداد واعلنت القوات الاميركية انها تفرض «منع التجول» في غرب البلاد. ودارت معارك ضارية قرب الحلة فيما تبحث القوات الاميركية مد معارضي الحكم بالسلاح. من جهتها توعدت بغداد الاميركيين والبريطانيين بـ«محرقة» وخيرتهم بين الانسحاب او «الاستسلام» لكن قواتها واصلت انسحابها من الشمال الذي بلغ عدد الجنود الاميركيين المنتشرين فيه 3 آلاف.

وتوعد وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي امس بتحويل العراق الى «محرقة» و«مقبرة» للغزاة الاميركيين والبريطانيين اذا لم ينسحبوا او يستسلموا، مشيرا الى ان عدد المتطوعين من الدول العربية ارتفع الى خمسة الاف. من جهتها، اعتبرت القيادة الوسطى الاميركية وجود متطوعين عرب «اسلوبا غير مجد.. لن يوقف قواتنا». الى ذلك، أعلن وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف امس ان القوات العراقية قتلت 43 جنديا اميركيا وبريطانيا خلال الساعات الـ36 الاخيرة. وقال الصحاف خلال مؤتمر صحافي في بغداد «قتلنا 43 جنديا اميركيا وبريطانيا». واضاف انه تم تدمير «اربع (طائرات) اباتشي وطائرتي استكشاف بريديتور و13 دبابة وثماني ناقلات جند وست مدرعات». وذكرت مصادر طبية ان ستة عراقيين مدنيين قتلوا وجرح العشرات غيرهم في قصف على بغداد امس واستهدف لأول مرة الحي السكني في شمال بغداد.

من جهة ثانية، اطلقت طائرة مقاتلة كانت تحلق على علو منخفض صباح امس صاروخين على القصر الجمهوري في بغداد.

وذكر التلفزيون الرسمي ان الرئيس العراقي صدام حسين رأس امس اجتماعا لمعاونيه شارك فيه نجله الاكبر عدي في اول ظهور علني له منذ بدء العمليات العسكرية على العراق في 20 مارس (اذار) الماضي. وخاضت القوات الاميركية معارك ضارية امس مع ميليشيات ووحدات من الحرس الجمهوري على نهر الفرات بالقرب من الحلة في ما يعتقد انه اقرب موقع قتال من بغداد حتى الان. ووقعت معارك كذلك حول جسر على نهر الفرات عند قضاء الهندية حيث واجهت القوات الاميركية نيرانا عراقية تطلق عليها من مبان ومخابئ على امتداد الطريق في المنطقة المزروعة بالنخيل. والى الشرق دخل «المارينز» بلدة الشطرة (40 كيلومترا شمال الناصرية) لاستعادة جثة احد زملائهم التي علقت في ساحة البلدة. وجرح ثلاثة جنود اميركيين امس، جراح احدهم خطيرة، عندما استخدم جنود عراقيون سيارة اسعاف تابعة لمنظمة الهلال الاحمر لشن هجوم عليهم جنوب العراق. على صعيد آخر ذي صلة، اعلن مصدر عسكري اميركي ان القوات الخاصة الاميركية تسيطر على الحركة في البادية الغربية العراقية. واضاف «اننا نمنع حرية التنقل في الصحراء الغربية ونقوم بذلك بفعالية».

وأشار مسؤولون في البنتاغون الى ان قوات التحالف تبحث عن علي حسن المجيد (المعروف باسم علي الكيماوي) وانها تسعى لاعتقال المجيد الذي يقود الجيش العراقي في المنطقة الجنوبية من العراق، حيث توفرت معلومات انه موجود في منطقة شمال الناصرية.

وقالت القوات البريطانية انها عثرت امس على مستودع ضخم في جنوب العراق يحتوي على ذخائر معبأة في صناديق مكتوب عليها «القوات المسلحة الاردنية». وقال وزير الاعلام الاردني محمد العدوان ان اي شيء يعثر عليه لا بد انه مخزونات قديمة ترجع الى ما قبل حرب الخليج عام .1991 وبينما سقطت عشرة صواريخ على الاقل مساء امس على وسط العاصمة العراقية، استهدفت قنبلة قصرا رئاسيا يستخدمه ابن صدام. وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الاميركية فيكتوريا كلارك امس ان افرادا من عائلة الرئيس العراقي صداما حسين يسعون لمغادرة العراق. من ناحية ثانية، قال مصدر بصناعة النفط السورية امس ان العراق اوقف امداداته من النفط الى سورية لاسباب فنية.