القوات الأميركية تجتاز الخط الأحمر نحو بغداد وتبدأ «المرحلة الأخيرة» من الحرب * طائرات تقصف مركزا سوريا في العاصمة العراقية وروسيا تريد انتصار واشنطن

رسالة منسوبة لصدام إلى حفيدته: الغزاة لن يدخلوا بغداد * عملية غامضة للقوات الخاصة البريطانية * تركيا تفتح لأميركا خطوط إمداد

TT

اربيل ـ قاعدة السيلية (قطر) ـ بغداد ـ لندن ـ «الشرق الاوسط» والوكالات: اعلنت القيادة العسكرية الاميركية امس انها بدأت المرحلة الاخيرة من الحرب وان طلائع قواتها الزاحفة صوب بغداد من الجنوب الشرقي والغربي اصبحت على بعد 30 كيلومترا فقط من المدينة، متجاوزة ما وصفته بـ«الخط الأحمر» الكيماوي بعد «تدمير» فرقة للحرس الجمهوري جنوب شرقي العاصمة، وهو ما نفته بغداد. من ناحية ثانية، وافقت تركيا على السماح لاميركا بنقل الامدادات لقواتها في العراق عبر اراضيها، فيما اكدت مصادر كردية ان هجومين اميركيين على مدينتي كركوك والموصل في الشمال سيبدآن الاسبوع المقبل. واعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس انه «لاسباب سياسية واقتصادية لا مصلحة لروسيا بهزيمة الولايات المتحدة في العراق. انها ترغب بالمقابل ان تعاد المسألة العراقية الى اطار الامم المتحدة».

في تطور آخر ادت غارة جوية اميركية على مبنى المركز التجاري السوري في بغداد صباح امس الى تدميره بشكل كامل. وقال رئيس شعبة رعاية المصالح السورية في العاصمة العراقية محمد حسن الطواب ان مبنى المركز التجاري السوري تعرض عند الساعة التاسعة والنصف من صباح امس «لعدوان متعمد، ادى الى تدميره تدميرا كاملا». واشار الدبلوماسي السوري الى ان المبنى كان مغلقا ولم يكن فيه أحد من العاملين، وبالتالي فانه لم تقع أي ضحايا جراء ذلك.

ونسب الى الرئيس العراقي صدام حسين قوله في رسالة جوابية لحفيدته ثريا برزان، تليت في التلفزيون العراقي امس، ان الجيش العراقي لن يترك قوات التحالف الاميركي ـ البريطاني «تمر الى بغداد». واضاف انه يشم رائحة النصر، وان العراق استخدم حتى الآن ثلث قواته فقط. واعلن مدير عام وزارة الاعلام العراقية عدي الطائي ردا على تساؤلات حول عدم ظهور الرئيس صدام، ان الرئيس العراقي «حي يرزق» و«شاهده العالم اجمع يتابع نشاطه هنا وهناك».

من جهته، قال البريجادير جنرال الاميركي فينسنت بروكس «لدينا قوات عبرت بالفعل الخطوط الحمراء»، في اشارة الى الخط الدفاعي الاول عن بغداد. واضاف ان الوحدات الاميركية «دمرت» فرقة «بغداد» التابعة للحرس الجمهوري المتمركزة في منطقة الكوت (150 كيلومترا جنوب شرقي بغداد). وقال بروكس ان «الخنجر مصوب الى قلب النظام (العراقي) وسيبقى كذلك حتى يتم القضاء عليه».

واعلن قائد فرقة «بغداد» عبر التلفزيون العراقي مساء امس ان 17 عنصرا من رجاله قتلوا واصيب 35 آخرون بجروح. وقال الضابط اللواء الذي لم يفصح عن هويته ان الفرقة لا تزال كاملة «واننا مستعدون لمواجهة العدو» حيثما هو موجود.

واعرب البيت الابيض عن ارتياح الرئيس جورج بوش لـ«التقدم والنصر اللذين احرزتهما القوات الاميركية» وسط توقعات بأن يبدأ «الهجوم الكبير» على بغداد خلال 24 ساعة. في الوقت نفسه، تواصلت الغارات على بغداد وورد تعرض مستشفى للولادة تابع للهلال الاحمر العراقي للقصف مما ادى الى مقتل وجرح عدد من المدنيين.

من ناحية ثانية، اعترفت بريطانيا امس بارسال فريق انقاذ الى العراق بعد ان اعلن العراق احباط محاولة انزال بريطانية قرب الموصل وعرض التلفزيون لقطات لعربة بريطانية. ورفضت متحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية الكشف عمن انقذ او عما انقذ في العملية التي وصفتها بأنها «عملية استعادة» كما رفضت تحديد مكانها.

واظهرت باريس امس علامة اخرى على التغير في موقفها حيث اعلن الناطق باسم الحكومة بعد اجتماع لها برئاسة الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان باريس «تتمنى نهاية نظام صدام حسين».