القوات الأميركية تدخل 3 قصور رئاسية و«البنتاغون» يتوقع احتلال بغداد خلال يومين * معارك ضارية بالصواريخ في العاصمة العراقية ولندن وواشنطن تؤكدان مقتل «علي الكيماوي»

صدام ترأس اجتماعا حضره قصي * فرانكس تفقد قواته في العراق * مقتل 14 في سقوط صاروخ على بناية سكنية والصليب الأحمر يتحدث عن وضع مرعب

TT

استمر تبادل اطلاق النار بكثافة طوال امس في بغداد بين القوات الاميركية، التي اجتاحت المدينة فجرا من الجنوب وقالت انها سيطرت على ثلاثة قصور رئاسية بما فيها القصر الجمهوري، وبين المقاومين العراقيين، فيما اعلنت اميركا انها اكتشفت «خليطا» من الاسلحة الكيماوية في موقع عسكري قرب كربلاء. من جهتها اعلنت القيادة العراقيةانها تسيطر على بغداد. في الوقت نفسه قام قائد الحملة الاميركية الجنرال تومي فرانكس بزيارة قواته في ثلاثة مواقع في العراق منها النجف.

وتوقع القادة العسكريون في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) سقوط بغداد في أيدي قوات التحالف خلال اليومين او الثلاثة المقبلة. كما توقعت مصادر في الادارة الاميركية اعلان ادارة انتقالية مؤقتة لتسيير شؤون العراق بعد الرئيس صدام حسين ربما بعد غد (الخميس)، حيث يجري بحث المسألة بين الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في القمة التي يختتمانها اليوم بالقرب من العاصمة الايرلندية الشمالية، بلفاست.

وعن مصير علي حسن المجيد، ابن عم الرئيس صدام حسين وقائد الجبهة الجنوبية العراقية، والذي اصبح يعرف بعلي الكيماوي، قالت المصادر البريطانية انه قتل في مقره بالبصرة يوم السبت الماضي. ويعتقد المسؤولون الاميركيون بصحة هذه الرواية. وقالوا ان هذه أخبار سارة، وان عملية مطاردة اعضاء القيادة العراقية قد بدأت، وان بعضهم أخذ يفر من البلاد.

وقال وزير الدفاع البريطاني جيفري هون امس ان القوات الاميركية والبريطانية «قامت باكتشافات مثيرة» بشأن اسلحة الدمار الشامل. وكشف هون عن توفر مؤشرات عن مكان وجود الرئيس العراقي صدام حسين وولديه عدي وقصي.

وقال ضابط اميركي آخر ان خبراء الاسلحة البيولوجية والكيماوية الاميركيين يعتقدون انهم ربما عثروا على موقع لتخزين اسلحة دمار شامل جنوب غربي بغداد. لكن تبين في وقت لاحق امس ان الموقع يحتوي في الواقع على ادوية مضادة للحشرات.

وحسب اللفتنانت كولونيل بيتر باير المسؤول عن عمليات فرقة المشاة الثالثة الاميركية، فان قواته «سيطرت على القصر الرئاسي (الجمهوري)» وعلى قصر اخر وسط المدينة وقصر ثالث قرب مطار صدام الدولي (جنوب غربي بغداد). وتمركز ما لا يقل عن ثلاث عربات عسكرية اميركية من نوع برادلي امام القصر الجمهوري حيث دارت معارك ضارية. كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط فندق الرشيد المعروف في بغداد. الى ذلك، افادت تقارير بمقتل 14 مدنيا امس في سقوط صاروخ على حي سكني في بغداد. واشار الصليب الاحمر الى اوضاع «مروعة» في مستشفيات بغداد التي قال أطباء انها استقبلت اعدادا كبيرة من الجرحى وتعاني نقصا في مواد التخدير والمعدات.

واقامت القوات الاميركية نقاط تفتيش على كل الطرق الرئيسية المؤدية الى بغداد.

وفي تلك الاثناء، عرض التلفزيون العراقي صورا للرئيس العراقي صدام حسين وهو يترأس اجتماعا للقيادة العراقية حضره نائبه طه ياسين رمضان ونجله الاصغر قصي قائد الحرس الجمهوري، اضافة الى كبار ضباط الجيش كما شارك في الاجتماع نائب رئيس الوزراء طارق عزيز، ووزير الدفاع سلطان هاشم احمد. ووصف مسؤول بـ«البنتاغون» العملية الجارية في بغداد بـ«عرض للقوة». واضاف «انها تبعث برسالة قوية للنظام بأننا نستطيع ان نكون في اي مكان نريده وقتما نريد... لكن ان نصف هذا بأنه معركة بغداد فهو مبالغة غير مناسبة في هذه المرحلة». واعترف «البنتاغون» بمقتل ثمانية جنود وجرح ستة آخرين في هجوم صاروخي شنته قوات عراقية جنوب بغداد.

وفي الجنوب قال الشيخ حازم شعلان انه «تم تحرير مدينة الديوانية، وابناء المحافظة سيطروا عليها بشكل سلمي وأزالوا صور صدام حسين وشعارات حزب البعث». وفي مدينة النجف استقرت الاوضاع بعد ان بدأ امس ضخ مياه الشرب، واعلن الشيخ عبد المجيد الخوئي عودة الشعائر الحسينية التي كانت ممنوعة.