في سابقة ليس لها مثيل تقدم محام مصري إلى محكمة جنوب القاهرة الابتدائية بدعوى قضائية ضد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ووزير اعلامه محمد سعيد الصحاف يطالبهما فيها بتعويض مادي وأدبي بمبلغ مائتي مليون جنيه.
وقال المحامي يسري عمران، المدعي بالحق المدني في عريضة الدعوى، أنه كان مشدوداً إلى متابعة أخبار الحرب والاطمئنان على سير العمليات العسكرية، وكان يترقب كل وقت البيانات التي كان يذيعها الصحاف، والتي كانت تؤكد انتصار القوات العراقية، «وفجأة وبدون مقدمات قمت من غفوتي على مفاجأة اصبت على اثرها بالاغماء بعد سماعي هروب صدام والصحاف، واكتشفت أن كل ما كان يدلي به الصحاف كذب، ولا أساس له من الصحة، وأنه كان يتلاعب بعواطف المواطنين البسطاء والشرفاء في كل البلدان العربية مما أصابهم بالحزن والهم الشديدين».
وتضمنت عريضة الدعوى أضراراً مادية تمثلت في أن المدعي «بذل كل ما لديه من مال لشراء جهاز تلفزيون وطبق لاقط (دش) لمتابعة أخبار الشعب العراقي، وما لحق بالمدنيين من قتل وتدمير وهو الأمر الذي ترتب عليه كساد اقتصادي». أما الأضرار الأدبية، فتمثلت فيما أصابه من أسى وحزن لما شاهده على شاشات التلفزيون، وعلى صفحات الجرائد من قتل الأطفال والنساء وتدمير حضارة هذا البلد الذي كان عاصمة الخلافة الاسلامية، والذي ترتب عليه تردد المدعي على عيادات الأطباء النفسيين للعلاج من أعراض الاكتئاب والانطواء والحزن والتوتر النفسي والعصبي، والتي يقدرها المدعي في مجملها بمائتي مليون جنيه مصري.