دعا وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) الى انتهاز الفرصة التاريخية الناشئة حاليا لتحقيق السلام واقامة الدولة الفلسطينية وعدم الخوف من حركة المقاومة الاسلامية «حماس».
وقال باول في مؤتمر صحافي مع ابو مازن امس في اريحا بالضفة الغربية ان الشروط اكتملت الان لتطبيق فوري لخريطة الطريق. واشار الى احتمال حصول «تعليقات» من الجانب الاسرائيلي على الخطة، لكنه شدد على وجود «ما يكفي من حسن النية والالتزام للبدء في تطبيق الخطة». وقال ان «الطرفين اظهرا رغبة في البدء واتخاذ اجراءات في هذا الصدد». ومن جانبه حذر ابو مازن من التعامل «بانتقائية» في تنفيذ خريطة الطريق، مشددا على رفضه العنف من اي طرف. واعلن استعداد القيادة والحكومة الفلسطينية «بصدق واخلاص لتنفيذ ما يترتب عليها» ازاء الخطة. ورغم تأكيده وجود تحفظات فلسطينية على خريطة الطريق الا انه اشار الى ان القيادة الفلسطينية «اسقطت كل تحفظ من اجل المصلحة.. وحسن تنفيذ الخطة». وطالب ابو مازن بضمان حرية الحركة للرئيس عرفات.
وفي القدس المحتلة اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بعد لقاء باول عن استعداده لتقديم تنازلات مؤلمة في سبيل السلام الحقيقي لكنه غير مستعد لتقديم اي تنازلات في موضوع الامن. واعرب عن امله في لقاء ابو مازن قريبا للتوصل الى سلام شامل بمساعدة الاميركيين. واتخذت اسرائيل عدة اجراءات امس بمناسبة زيارة باول من بينها اطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين وازالة الحصار عن الضفة الغربية وقطاع غزة، وزيادة عدد العمال الفلسطينيين. واعتبرت «حماس» وحركة «الجهاد الاسلامي» امس تصريحات شارون بشأن قيام الحكومة الفلسطينية «بحرب فعلية» ضد الحركات المسلحة بمثابة دعوة الى «حرب اهلية». (تفاصيل في الداخل)