السعودية تعتقل 4 آخرين.. والمخابرات الأميركية اعترضت مكالمة بين قياديين لـ«القاعدة» في إيران تقول: «المهمة أنجزت»

طهران تؤكد أنها اعتقلت عددا من ناشطي تنظيم بن لادن والكويت ترفع درجة التأهب الأمني

TT

اعتقلت السلطات الامنية السعودية أربعة أشخاص آخرين يشتبه في علاقتهم بتنظيم «القاعدة»، حسبما افاد دبلوماسي غربي نقلت عنه وكالة «اسوشييتد برس» امس. كذلك قال المصدر نفسه انه لا يستطيع تأكيد التقارير التي افادت بأن الشخصين اللذين اعتقلا خلال الايام القليلة الماضية في السعودية كانا مغربيين انتحاريين وان توقيفهما أحبط مخططاً لشن عمليات خطف طائرة واستخدامها في هجوم شبيه باعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) .2001 وقال ان معلوماته تفيد فقط بأن مغربيين اعتقلا وان ثالثاً يجري البحث عنه.

من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس ان لندن «ابلغت بوضوح كبير» الحكومة الايرانية ان ايواء مسؤولين من «القاعدة» سيكون «غير مقبول اطلاقا». وأعرب بلير عن «القلق» مما تردد عن وجود عناصر من «القاعدة» في ايران، وطلب من طهران «إذا كانت حقاً تؤوي عناصر من «القاعدة»، ان تسلمهم لان هؤلاء الاشخاص كما رأينا خطيرون وشيطانيون ويحاولون قتل اكبر عدد ممكن من الابرياء».

وقال مسؤول إيراني كبير ان بلاده أعتقلت عددا كبيرا من عناصر القاعدة يخضعون حاليا للتحقيقات وأن واشنطن على علم تام بتفاصيل هذه الحملة. وكان محمد جواد ظريف، ممثل إيران بالأمم المتحدة، يعلق على قرار الولايات المتحدة قطع محادثاتها مع إيران حول بعض القضايا الأمنية الإقليمية، بسبب معلومات قالت إنها حصلت عليها تفيد بان عناصر من القاعدة لجأوا إلى ايران. وقال ظريف في مقابلة اجريت معه في باريس: «قمنا بعدة عمليات هامة ضد عدد كبير من الخلايا وقبضنا عليهم وأودعناهم السجون. وبسطنا شبكة أمنية واسعة باقاليم البلاد الشرقية للعثور على كل العناصر المشبوهة. وقد فعلنا ذلك وتحملنا عدة عمليات نفذت ضدنا من قبل مؤيدي القاعدة». لكن إدارة بوش قالت اول من امس أن الاستخبارات الأميركية التقطت مكالمات بين عناصر القاعدة داخل إيران، قبل الهجمات على السعودية، تتحدث عن عملية قريبة. كما اعترضت مكالمات بعد الهجمات تقول ان «المهمة قد انجزت».

وتعتقد واشنطن أن المعتقلين من عناصر القاعدة ربما حددت إقامتهم ببعض المنازل مع السماح لهم بالإتصال ببعضهم البعض من قبل الاستخبارات الإيرانية. وقال مسؤول أميركي كبير رفض كشف هويته: «لدينا تساؤلات حول ما إذا كانوا فعلا بالسجون أو ما إذا كانوا يعاملون كما يعامل الإرهابيون. ولا تفعل الاستخبارات الإيرانية كل ما ينبغي عليها أن تفعله». وقال المسؤولون أن المعلومات التي كشفت عنها المكالمات الملتقطة كانت مصدر دهشة بالنسبة للولايات المتحدة «لان واحدا من المعطيات المسبقة بالنسبة إلينا هو أن إيران تقف بحزم في المعسكر المعادي للقاعدة».

وفي الكويت، عززت السلطات أمس الاجراءات الامنية حول البعثات الدبلوماسية الغربية والمنشآت النفطية الحيوية تحسباً لاعتداءات محتملة. كما علمت «الشرق الأوسط» أن وزارة الداخلية اصدرت قرارا بحجز الاجهزة الامنية بشكل كلي في بعض الادارات مثل امن الدولة، وطلبت ايقاف كافة الاجازات وإلغاء التصاريح. واوضحت مصادر أمنية ان الوزارة امرت ايضاً بتعزيز الاجراءات عبر المراكز الحدودية ونشر الدوريات الامنية في كافة المحافظات.

إلى ذلك، قالت السفارة الاميركية في النرويج امس انها قررت اغلاق ابوابها امام الجمهور «لاسباب امنية»، دون ان توضح ما اذا كان هذا القرار اتخذ اثر الرسالة الصوتية التي بثت اول من امس لقيادي «القاعدة» ايمن الظواهري الذي حث فيها على شن هجمات ضد بلدان ذكر من بينها النرويج. كذلك طلبت السفارة من نحو 8 آلاف اميركي يعيشون في النرويج اتخاذ الحيطة. (تفاصيل في الداخل)