رحيل ويلفريد ثيسيجر عاشق البادية العربية

TT

غيب الموت الرحالة والكاتب والمستشرق البريطاني ويلفريد ثيسيجر، الذي كرس جزءاً كبيراً من حياته لشغفه بالبادية العربية، بجانب اهتماماته الجغرافية والانثروبولوجية بمناطق عدة من آسيا وافريقيا، حيث ابصر النور قبل 93 سنة.

ثيسيجر أحب العرب ودرسهم وعايشهم معايشة لصيقة فكتب عنهم بفهم ودراية. وأعجب بتوقهم الى الحرية وتمتعهم بها في صحاراهم الواسعة، التي كان يؤمن بأنها صقلت احاسيسهم وجعلتها أكثر رهافة. ومع ان شهرة ثيسيجر تصاعدت إثر عبوريه المشهودين للربع الخالي خلال عقد الاربعينات من القرن الماضي، فإنه اول من يحقق هذا الانجاز، اذ سبقه برترام توماس عام 1932 ثم سنتجون فيلبي. لكنه، بخلافهما، انجز العبورين كالبدو بالحد الادنى من قوتهم، مرتدياً زيهم وسالكاً مسالكهم في الصحراء.

ولد ثيسيجر ـ الذي توفي الاحد الماضي ـ عام 1910 في اديس ابابا عاصمة اثيوبيا، حيث كان والده (ابن اللورد تشيلمزفورد) القنصل العام البريطاني في بلاط النجاشي منليك. وهناك امضى ثيسيجر اول سبع سنوات من عمره. واولع منذ نعومة اظفاره بالطبيعة والرحلات في افريقيا، ثم آسيا التي عرف منها الهند وكردستان وكشمير وافغانستان الى جانب شبه الجزيرة العربية. وبعد سنوات الدراسة في كلية ايتون ثم جامعة اوكسفورد، انطلق منمياً اهتماماته بالاستكشافات والرحلات، ومستغلاً اياها في العمل السياسي والعسكري لفترة غير قصيرة. اذ عمل في جهاز الادارة السياسية في السودان بين 1935 و1940، ثم قوة الدفاع السودانية ابان الحرب العالمية الثانية، وبعدها مع القوات الخاصة في الصحراء الغربية، ثم مجدداً الى السياسة مستشاراً لولي عهد اثيوبيا. ثم عاد الى شبه الجزيرة العربية، وبعدها كينيا بشرق افريقيا، قبل ان يتقاعد في جنوب لندن.

ثيسيجر، الذي ظل عازباً طوال حياته، ترك مؤلفات قيمة عن رحلاته في افريقيا وآسيا، اشهرها «الرمال العربية» (1959) و«عرب الاهوار» (1962) و«حياة من اختياري» (1987) و«أيامي في كينيا» (1994) و«وسط الجبال: رحلات في آسيا» (1998) و«عالم يختفي» (2001).