وأخيرا انتحرت مركبة الفضاء «غاليليو» على سطح كوكب المشتري بعد رحلة حافلة دامت 14 سنة منذ انطلاقها لاول مرة من على متن مكوك الفضاء «أتلانتيس» بعدما قضت السنوات الثماني الاخيرة وهي تدور حول هذا الكوكب العملاق.
لقد دخلت المركبة ليل أمس الغلاف الجوي الكثيف المحيط بالكوكب مما أدى الى احتراقها كليا بعدما نتج عن ذلك ذنب من النيران.
إن انتحار «غاليليو» يشكل نقطة النهاية لاحدى أكبر الملاحم الفضائية وأطولها وأنجحها على الاطلاق. فقد أرسلت عبر هذا التاريخ القصير في عمر الكون ثروة هائلة من المعلومات عن كوكب المشتري، وعن الاقمار التي تدور حوله، وعلى رأسها القمر «يوروبا» الذي يحتوي تحت قشرته الثلجية المتجمدة على محيطات من المياه قد تحتوي على أنواع من الحياة البدائية.
وتقول العالمة كلوديا الكسندر مديرة المشروع في مختبر الدفع النفاث في باسادينا في ولاية كاليفورنيا الاميركية ان المركبة قطعت حتى الآن ثلاثة مليارات كيلومتر تقريبا في مهمة خيالية. كما أنها كانت أول من توقع أن تظل المركبة ترسل معلومات عن بيئة المشتري وجوه العاصف وتركيب سطحه حتى اللحظات الاخيرة التي تسبق لحظة لفظ أنفاسها الاخيرة. يبقى ان إنجاز «غاليليو» فاق جميع التصورات والتوقعات بعدما أرسلت على مدى هذه السنين صورا ومعلومات رائعة عن كوكب المشتري العملاق ستشكل الآن ومستقبلا ذخيرة مهمة للتقدم العلمي والتقني في المجالات كافة.