شيراك يطالب ليبيا بالوفاء بالتزاماتها في تعويض عائلات ضحايا طائرة «يوتا»

TT

وجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس رسالة شديدة اللهجة الى ليبيا بسبب ما اعتبره تلكؤها في الوصول الى اتفاق نهائي حول التعويضات المترتبة عليها ازاء عائلات ضحايا طائرة «يوتا» الفرنسية التي انفجرت فوق صحراء النيجر عام 1989.

وقال شيراك في مؤتمر صحافي عقده في الرباط، في ختام زيارة الدولة التي قام بها الى المغرب، ان امتناع ليبيا عن الوفاء بالتزاماتها «لا يمكن، بطبيعة الحال، الا ان تكون له نتائج على العلاقات الثنائية» بينها وبين فرنسا.

وكان الفرنسيون قد اعلنوا الشهر الماضي انهم توصلوا مع الليبيين الى «اتفاق مبدئي» حول التعويضات ولكن من غير الوصول الى ارقام محددة. وبموجب الاتفاق المبدئي، كان يتعين على الطرفين الوصول الى اتفاق نهائي خلال مهلة شهر واحد انتهت منتصف الليلة الماضية.

وبما ان شيراك كان يتحدث ظهر امس وان المهلة تنتهي منتصف الليل، فقد احتاط لذلك بقوله انه «لا يريد ان يستبق الامور». وقال شيراك: «ما هو مؤكد، هو انه كانت لنا مع السلطات الليبية مناقشات انتهت الى التزام اكده لي العقيد (معمر) القذافي خلال اتصالين هاتفيين اجريتهما معه».

واضاف شيراك في ما يشبه رسالة تحذير واضحة: «لا اريد ان اتصور ان هذه الالتزامات لن يتم الوفاء بها، اذ ليس هذا (اي عدم الوفاء بالالتزامات المقطوعة) في طبيعة العلاقات التي نقيمها بشكل عام مع الدول الاجنبية وبشكل خاص مع ليبيا».

وتجد فرنسا نفسها اليوم في وضع دقيق، ذلك ان ورقة الضغط الرئيسية التي كانت بحوزتها، اي استخدام الفيتو لمنع رفع العقوبات عن ليبيا، قد فقدتها.

ولا يمكن تصور نقل المسألة الى مجلس الامن، بأي حال، وبالتالي فان «النتائج» التي توصي بها السلطات الفرنسية تبدو محدودة وضعيفة. واذا عمدت باريس الى اتخاذ تدابير اقتصادية عقابية، فان الشركات والمؤسسات الفرنسية تكون هي الاولى التي ستضرر منها.

(تفاصيل في الداخل)