المغرب: وفاة الفقيه البصري بعد أن ودع محبيه ببرقية شكر

TT

توفي السياسي المغربي المخضرم محمد البصري، الشهير باسم «الفقيه البصري»، فجر أمس في مدينة شفشاون الجبلية (شمال المغرب) عن عمر يناهز 73 عاما.

وكان الفقيه البصري قد عاد اخيرا الى المغرب قادما من باريس حيث خضع لعملية جراحية في القلب. وكان لوفاته وقع المفاجأة، اذ ان الصحف المغربية الصادرة أمس نشرت برقية تحمل توقيع «الفقيه» يتقدم فيها بالشكر لكل الذين آزروه في محنته الصحية الأخيرة، وفي مقدمتهم العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وذكرت مصادر حضرت الساعات الأخيرة من وفاته، ان الفقيد، الذي يتوقع ان تجري مراسيم دفنه اليوم في مدينة الدار البيضاء، كان في حالة صحية «مطمئنة» وهو يسامر صفوة من رفاقه حتى ساعة متأخرة من الليل. وأضافت المصادر ذاتها لـ«الشرق الأوسط» ان الفقيه البصري عاودته نوبة قلبية حوالي الرابعة فجرا، قبل ان يسلم الروح لباريها بعد حوالي ساعة من ذلك.

ويعتبر الفقيه البصري أحد مناضلي اليسار المغربي وأحد قادة جيش التحرير، وشارك بعد الاستقلال في تأسيس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية اثر انشقاق عن حزب الاستقلال عام .1959 ووجه الملك محمد السادس برقية تعزية لعائلة الراحل الذي وصفته البرقية الملكية بأنه «أحد قادة المقاومة المجاهدين من أجل استقلال المغرب وتحريره ووحدته وعزته» وبغياب الفقيه البصري يكون المغرب قد فقد وجها بارزا ظل يميز حقبة تاريخية بكاملها عرفت مخاضات سياسية مريرة. وطيلة حياته الحافلة بالصراعات ظل الفقيه البصري رجل مبادئ لا يحيد عنها امام اتباعه ومشايعيه. وحتى عندما فتح القصر الملكي ابوابه امام العجوز الثائر بعد غياب استمر ثلاثين سنة، وكان ذلك مع تولي الملك محمد السادس الحكم قبل اربع سنوات، الا ان الرجل ظل متمسكا بمبادئه، وحتى عندما ألم به المرض قبل اسابيع، ظل مالئ دنيا السياسة المغربية وشاغلها، وسيظل كذلك حتى بعد ان غيبته الاقدار. (تفاصيل في الداخل)