وجبات المأكولات السريعة تعرض الانسان للبدانة لأنها تشجعه على تناول طعام بسعرات حرارية فائضة، تزيد عن متطلباته واحتياجاته الطبيعية البسيطة، وفقا لدراسة قدمها علماء بريطانيون في التغذية. وقال اندريو برنتيس البروفسور في مجموعة التغذية الصحية الدولية لـ «الشرق الأوسط» ان وجبات المأكولات السريعة تشوش عمل نظام التحكم في الشهية في الدماغ. وقال برنتيس الذي نشر وفريقه نتائج الدراسة في دورية «اوبيسيتي ريفيوز» البريطانية المتخصصة بالسمنة، ان المأكولات السريعة تتميز بـ«كثافة الطاقة»، حيث تحتوي وجبتها على سعرات حرارية تزيد مرتين عن السعرات في وجبة مماثلة الحجم من الغذاء الصحي المقرر حكوميا للفرد البريطاني، او اكثر بـ65 في المائة منها في وجبة الغذاء اليومي للبريطانيين. وينطبق هذا على الهمبورغر والبطاطا المقلية وغيرها التي تسوقها مطاعم مثل «ماكدونالدز» و«كنتاكي».
واشار الى ان الانسان مخلوق مصمم في بيئة يعتبر الغذاء فيها نادرا، وقليل الطاقة. ومنذ بداية الزراعة ظل النظام الذي يتحكم بشهية الانسان مصمما لتناول غذاء قليل الطاقة كما هو الحال في غالبية الدول النامية. ولأن حجم الغذاء هو الذي يملأ معدته ويكفيه، فان نفس حجم المأكولات السريعة عالية الطاقة تثير الالتباس في نظام التحكم في الشهية في الدماغ، وتقود الى البدانة. ووفقا للتقديرات فإن تناول وجبتين اضافيتين من هذه المأكولات اسبوعيا لمدة سنة كاملة يزيد بـ8 كيلوغرامات تراكم الشحوم على جسم الانسان.
وعن سؤال حول غذاء الصحراء الصحي او غذاء شعوب البحر الابيض المتوسط قال الباحث البريطاني انه لم يدرس هذين النوعين من الأغذية، الا انه درس غذاء الفرد في دولة غامبيا الافريقية. وحسب التحليلات فقد ظهر ان معدل تركيز الطاقة من الغذاء يزيد قليلا عن 1100 كيلوجول لكل 100 غرام لمأكولات مطاعم «كنتاكي» و1087 لـ«ماكدونالدز»، بينما يصل المعدل المماثل من غذاء فرد في دولة غامبيا الافريقية الى 440 كيلوجول لكل 100 غرام فقط.
وعلى صعيد آخر ناشد جزن آشتون رئيس الدائرة الصحية لمنطقة شمال غربي بريطانيا الحكومة البريطانية لمساعدة «آكلي الهمبورغر» يسوة بمدمني المخدرات والكحول والمدخنين لأنهم دخلوا في مرحلة الادمان على تناول المأكولات السريعة.