مهاتير يسلم الحكم اليوم ويوجه رسالة أخيرة لليهود

TT

تطوي ماليزيا اليوم صفحة استثنائية من تاريخها مع تقاعد رئيس وزرائها المخضرم الدكتور مهاتير محمد (77 سنة)، وتولي عبد الله أحمد بدوي المنصب خلفاً له. وتأتي عملية انتقال السلطة سلسة مدروسة بالرغم من الجدل المثار حول شخصية مهاتير واسلوبه الذي طالما وصف في الغرب بالتسلطي والمتعسف ضد خصومه ومنافسيه المحتملين. ولا شك في ان السياسي المخضرم الذي يتقاعد اليوم في أوج تألقه في الساحة الدولية بعدما حكم ماليزيا على امتداد 22 سنة، والذي وفد على السياسة من بوابة الطب، أشرف على قيادة بلاده في مسيرة نهضة تنموية واقتصادية وسياسية وثقافية غير مسبوقة في جنوب شرقي آسيا والعالم الاسلامي.

وعشية تنحيه عن منصبه وجه مهاتير رسالة الى اليهود قائلاً: ان المعاناة التي لقيها الشعب اليهودي في الماضي بأوروبا لا تبرر الاستيلاء على اراض عربية واضطهاد المسلمين. وقال مهاتير ان اليهود مذنبون لاضطهادهم المسلمين تماما مثلما كان يضطهد الاوروبيون اليهود على مر العصور. وقال مهاتير امس عندما سئل عما اذا كانت لديه رسالة اخيرة ليهود العالم: «يجب الا يعتقدوا ابدا انهم الشعب المختار الذي لا يمكن انتقاده أبداً».

ورغم المآخذ الغربية العديدة على أسلوب حكمه فان أحداً لا ينكر نجاحه الكبير في ضمان استقرار ماليزيا وتماسكها العرقي والديني بين عرقياتها الرئيسية الثلاث الملاي (او الملاويون) والصينيون والهنود بينما عانت عدة دول مجاورة من انظمة ديكتاتورية ونزاعات عرقية ودينية. ايضاً لا مجال لانكار رعايته نهضة ماليزيا الاقتصادية الجبارة في طليعة «نمور» جنوب شرقي آسيا، بل ينبغي الاشارة هنا الى ان ماليزيا كانت «النمر» الوحيد الذي تجاوز هزة عام 1997 المالية من دون الاضطرار لطلب دعم صندوق النقد الدولي. وقد اثار مهاتير خلال السنوات الأخيرة في غير مناسبة قضايا حساسة منها هجومه على المستثمر الملياردير جورج سوروس ابان هزة 1997، ومنها أخيراً قوله في خطاب له امام القمة الاسلامية الاخيرة ان «اليهود يحكمون العالم اليوم بالواسطة» مما اثار ضده ردات فعل غربية شديدة. ويوم أمس دافع الزعيم المتقاعد عن سياساته واعتبر ان «هاجس الديمقراطية (المفرطة) يفضي الى الفوضى». الفراغ الكبير الذي سيتركه تقاعد مهاتير اختير لملئه نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الحالي عبد الله احمد بدوي. وبدوي سياسي مخضرم في الثانية والستين من العمر سبق له تولي منصب وزير الخارجية. (تفاصيل في الداخل)